خارطة الاستثمار الزراعي في ريف دمشق
كنا نسمع عن خارطة استثمارية صناعية واخرى سياحية وتقام لها الندوات ووشارت العمل والمؤتمرات لعرض هذه المشاريع على المستثمرين المحليين والاجانب والجديد الآن هو خارطة استثمارية زراعية في محافظة ريف دمشق لتكون نموذجاً للمحافظات الاخرى. فهل نرى قريباً نشاطات مرافقة لتسويق هذه الخارطة؟ وتـــــكون بحـــــق نموذجاً للاستثمـــار الــــــزراعـــــي بشكـــــــل عام..؟
فقد اعدت مديرية الاقتصاد الزراعي والاستثمار-تنفيذاً لقرار احداثها- الخارطة الاستثمارية الزراعية لمحافظة ريف دمشق التي تألفت من ثلاثة اقسام الاول يضم معلومات عامة عن سورية وفكرة عامة عن المناخ الاستثماري في سورية مع احصائية للمشاريع الاستثمارية المشملة باحكام قانون الاستثمار رقم 10 والفرص المتاحة للمشاريع الاستراتيجية التي يمكن اقامتها في اي منطقة، وخصص القسم الثاني للوضع العام الاستثماري على مستوى كل محافظة ومعلومات كاملة عنها اما القسم الثالث فخصص لعرض القوانين والتشريعات الناظمة للاستثمار في سورية بشكل عام وللشق الزراعي بشكل خاص والمراحل التي يتوجب على المستثمر اتباعها لتشميل مشروعه باحكام قانون الاستثماروتعديلاته والحصول على كافة التراخيص اللازمة لتنفيذ مشروعه.
ويؤكد المهندس محمد زين الدين مدير الاقتصاد الزراعي والاستثمار انه تم الحرص على تقديم المعلومات الاساسية التي تفيد المستثمر في اختيار مشروعه ولا تغرقه بتفاصيل هامشية فمثلاً تم تقديم فكرة مبسطة عن السكان والعمالة والصناعات الزراعية القائمة في المحافظة المستهدفة لكي يكون للمستثمر تصور عن حجم المنافسة التي قد يتعرض لها والمساحة الخالية من الطلب في السوق. وتضمنت الخارطة معلومات عن التجارة الزراعية حيث تعد دمشق وريفها مركزاً تجارياً مهماً للمنتجات الزراعية والصناعية المحلية والمستوردة ويوجد في المحافظة سوق لتجارة الجملة بالنسبة للمنتجات الزراعية النباتية في الزبلطاني وتقرر مؤخراً احداث سوقين اضافيين لتجارة الجملة الاول في منطقة الدوير والثاني بمنطقة الكسوة كما يوجد في المحافظة سوق لتجارة الماشية في نجها.
وتضمنت كذلك معلومات عن النقل البري والمنافذ البرية والبحرية والجوية اي بمعنى ان الخارطة تضمنت كل المعلومات المطلوبة لانجاز دراسة الجدوى الاقتصادية لاي مشروع.
واضاف: ان المهم هو تنفيذ الخارطة بخبرات وطنية بالكامل وتحديداً من قبل قسم الاستثمار في مديرية الاقتصاد بمساعدة رؤساء الاقسام في المديرية مما وفر الاموال الطائلة التي كانت ستصرف فيما لو تمت الاستعانة بخبراء اجانب.
تضمنت الخارطة الاستثمارية الزراعية لريف دمشق مجموعة من المشاريع الاستثمارية المتاحة وتحقق الجدوى الاقتصادية. نذكر منها:
مشروع صناعة مستلزمات الري الحديث ويمكن اقامته في مدينة عدرا الصناعية بهدف المساهمة في تغطية حاجة السوق المحلية وفق توجيهات استراتيجية وتغطية الاراضي المروية باجهزة الري الحديثة وفق المواصفات العالمية لهذه التقانات والاستعاضة عن الاستيراد لبعضها.
ومشروع اخر لتوضيب وتجهيز وتسويق التفاحيات واللوزيات يمكن اقامته في «الزبداني-قطنا-رنكوس» حيث بلغ انتاج ريف دمشق من التفاحيات 111393 طناً ومن اللوزيات 34161 طناً في عام 2004 ونظراً للزراعة البعلية فانها تتحمل التخزين لفترة لا تقل عن 8 اشهر وتحوي على نسبة عالية من السكريات وتمتلك قساوة جيدة.
مشروع اخر لزراعة وتسويق ازهار القطف «قرنفل-جلايول-جربيرا» يمكن اقامته في «الزبداني-دروشا-خان الشيح-داريا» حيث بدأت زراعة ازهار القطف في سورية في بداية الثمانينات وانتشرت بشكل كثيف جداً على شكل زراعات محمية في الغالب وبعض الزراعات المكشوفة وتدخل هذه الزراعة في عدد كبير من المجالات اهمها التزيينية والتجميلية ولم تنجح المحاولات الكثيرة لتصدير الانتاج بسبب عدم وجود شركات تسويقية خاصة لازهار القطف علماً ان دول الخليج العربي تستورد كميات كبيرة من الدول الاسكندنافية وبعد انتاج وتسويق هذه المنتجات من سورية الى الخليج ميزة نسبية بحد ذاته اضافة الى امكانية الاشتراك في بورصة السمير الهولندية المتخصصة في ازهار القطف وتسويقه لكافة انحاء اوروبة.
وهناك مشروع اخر لزراعة الاعشاب الطبية واستثمار البرية منها واستخلاص المادة الفعالة يمكن ان يكون المشروع في منطقة القلمون ومبررات المشروع انه ينتشر استخدام الاعشاب الطبية بشكل كبير في الطب الشعبي وقد تم تصنيفها ودراستها من قبل كليات الزراعة في سورية والكثير منها النمو في سورية بشكل بري ويمكن استزراعها بشكل واسع ولا يوجد في اي معمل لاستخلاص المادة الفعالة منها لاستخدامها في الصناعات الدوائية علماً ان استخلاص المادة الفعالة من هذه الاعشاب ذو ميزة عالية جداً ويحقق ارباحاً كبيرة وهذه المواد مطلوبة للصناعة الدوائية وصناعة العطور في كافة انحاء العالم.
قاسم الشريف
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد