حملات تبشير مسيحية في الجزائر
أثار إقرار الجزائر قانون "تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين" موجة من ردود الفعل المختلفة الاتجاهات. ففي حين ربطت العديد من الصحف المحلية الحركة الدبلوماسية الغربية باتجاه وزارة الشؤون الدينية الجزائرية مع موضوع القانون الجديد، قلل مستشار وزير الشؤون الدينية عبد الله طمين، في حديث لـ "العربية.نت"، من أهمية الحركة الدبلوماسية التي تشهدها الوزارة، مشيراً إلى أنها تشهد، منذ مدة، "قدوم العديد من الدبلوماسيين في إطار دعم "حوار الحضارات".
وأكد طمين أن استعراض مسألة قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين، البالغ عددهم نحو 10 آلاف جزائري، أتى "بصفة عابرة، وغير مركزة مثلما تحدثت الصحافة الجزائرية".
ومن الأمور التي تطرق إليها القانون الجديد، مسألة تنظيم "الدعوة" الدينية، إذ وضع عقوبات قاسية على "كل من يتم توقيفه متلبساً بتهمة التنصير خارج الأماكن المصرح بها، والمعترف بها قانونياً".
وكانت الوزارة استقبلت أخيرا عدة وفود دبلوماسية للقاء الوزير بوعبد الله غلام الله، منها وزير ألماني، وسفيري البرتغال وايران، إلى جانب السفير الأمريكي ريتشارد إيردمان، قبل مغادرته الجزائر، الذي أبدى، صراحة تحفظاته على القانون الجديد. وطرح ايردمان تساؤلات عن خلفية القانون الجديد الذي أقرته السلطات المحلية بعد انتشار "التنصير" في عدد من المناطق.
وحصلت "العربية.نت" على معلومات تفيد بأن السفير الأمريكي نقل إلى وزير الشؤون الدينية الجزائري بوعبدالله غلام الله "اهتمام" بلاده بالخطوة الجزائرية، والتي تمس ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، "في وقت يشهد العالم صداما بسبب الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم".
وفي حين لم ينف طمين "استفسار" إيردمان عن خلفيات القانون الأخير، أكد عدم إظهار السفير لأي "تحفظات"، مشيراً إلى إدراك ايردمان أن القانون "يهدف للحفاظ على النظام العام وسادة الدولة الجزائرية، ولا علاقة له بتقليص ممارسة الشعائر لغير المسلمين".
كما أكد طمين، من جهة أخرى، أن كلا من الكنيسة الإنجليكانية والبروستانتية والكاثوليكية تبرأت من حملات "التنصير" التي تحصل في البلاد.
من جهة أخرى، أفادت مصادر موثوقة أن "الإنجليين الجدد"، الذين يعتنقون أفكارا سياسية تحاول الجمع بين ايجابيات اليهودية والمسيحية، ويتركز انتشارهم في الولايات المتحدة الأمريكية، باشروا بتنظيم حملات تبشير "تنصيرية" سرية بالجزائر.
وتعاكس هذه الحملات الانتشار "التنصيري" الذي ساد قبلا في منطقة القبائل، إذ تشير المصادر إلى أن حملات "الإنجيليين الجدد" يستهدفون سكان الصحراء الجزائرية هدفاً لهم، خاصة وأن سكان هذه المنطقة يعانون من تدهور الأوضاع الاجتماعية.
لكن طمين خفف من أهمية الحديث عن "الحملات التنصيرية"، مستشهداً بالأرقام الرسمية لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية، والتي لم تسجل سوى حالتي ارتداد عن الدين الإسلامي.
سجلت الحالتين في ولايتي بجاية وسيدي بلعباس، لم يلبث أن تراجع أحد "المتنصرين" عن قراره، وتوجه لمسجد بلدته، طالباً من الإمام أن يفتي له بالرجوع إلى دينه الأول، لأنه لم يتمسح بقناعة، وإنما لظروف اجتماعية قاهرة.
يُشار إلى أن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية أسست لجنة وزارية مختلطة، تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والعدل، مهمتها استقبال تظلمات الجالية غير المسلمة في البلاد، في حال تعرضها لتجاوزات تتنافى مع ما ينص عليه قانون تنظيم ممارسة الشعائر الأخير.
رمضان بلعمري
المصدر : العربية
إضافة تعليق جديد