حلويات رمضان أصبحت مرة!.. إثر غلاء المواد الأولية
رمضان شهر للخير ولتعزيز صلة الرحم، وكانت الحلويات الشعبية أساسيةً على موائد الضيافة الرمضانية التي تجتمع حولها العائلات، وتحمل على صحونها بركات الشهر الفضيل بعد يوم صيامي مرهق. إلا أن حلويات رمضان لهذا العام جاءت مالحة الطعم إلى حد ما، لكون أسعارها ارتفعت حسب مصنعيها أنفسهم بنحو 25-50% عن الأعوام السابقة، ويعزو المصنعون هذه الارتفاعات إلى تداعيات رفع الدعم عن المازوت الحر من جهة وغلاء أسعار العلف الحيواني من جهة أخرى، فبينما رفع الأول من تكاليف الإنتاج ومن أسعار المواد الأولية نتيجة ارتباطه بأسعار النقل والتدفئة والتشغيل.. إلخ، فقد رفع الثاني، نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات المحورية في هذه الصناعة المتميزة رمضانياً (حليب، قشطة، سمن.. إلخ).
يعقد أحد مصنعي الحلويات مقارنةً بسيطةً بين أسعار السمن قبل عام من الآن وأسعاره حالياً: «على حين كانت أسعاره (السمن) تتراوح بين 300-320 ل. س للكيلو، فإن السعر اليوم قد لامس 850 ل.س»، ويقول مصنع آخر: «لا يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار السمن بل على انخفاض جودته نتيجة اعتماد المزارعين على العشب لتغذية أبقارهم بدل العلف الذي ارتفعت أسعاره بعد أن قل عرضه في السوق، وطبعاً انعكس هذا الأمر على جودة القشطة المعروضة وكامل مشتقات الحليب الداخلة في الصناعات الغذائية ما انعكس بدوره على جودة الحلويات بشكل أو بآخر». ومن جهة أخرى يقول بعض المصنعين: إن الضرائب على أعمالهم الصناعية ازدادت هذا العام عن الأعوام السابقة بنحو الضعف، الأمر الذي يعتبره آخرون «مجرد (نق) يمارسه بعض الصانعون لتسويغ زيادة الأسعار».
ولكن الحق يقال فإن أسعار الحلويات لم تشهد ارتفاعاً خاصاً يمكن ربطه بحلول شهر رمضان، بل إن ارتفاعها جاء استمراراً لأسعار ما قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل من الشهر الفضيل، وهذا ما أكده الناس في السوق وشدد عليه معظم المصنعين الذين استطعنا الوصول إليهم في اليومين الماضيين.
وقد أشار الناس حين التحدث إليهم إلى أنهم واعون إلى أن الزيادات الأخيرة في الحلويات لم تأتِ نتيجة للتنافس الربحي بين التجار، بل ما هي إلا من جانب من جوانب أسعار السوق الآخذة بالارتفاع بصورة جنونية للعام الثاني على التوالي، ويقول جهاد. ع: «لم أعهد رمضاناً خلت موائده من الحلويات، أما هذا الرمضان فإنه فريد من نوعه وأتمنى ألا أشهد مثيله في العام القادم» وأقسم جهاد قائلاً: «كانت الحلويات جزءاً مهماً من يوميات رمضان، أما اليوم فإن المحظوظين فقط هم الذين يلامسونها في الأسبوع مرتين أو ثلاثاً!».. وجاء حديث معظم الناس ليشير إلى أن تناول الحلويات في رمضان بات ترفاً لا يطوله إلا الموفورون، وعلى أمل أن يكون رمضان القادم أكثر خيراً من الحالي، نقدم فيما يلي جدولاً بأسعار الحلويات من (النوعية الممتازة) التي تعرضها بعض مطابخ دمشق العريقة في صناعة الحلويات، وتجدر الإشارة إلى أن قصدنا من الجدول هو (عرض السقف الذي وصلت إليه أسعار الحلويات، لا أن نلوم المصنعين على الغلاء)
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد