حلب: توسيع طوق الأمان لنبّل والزهراء
تستعدّ وحدات الجيش السوري والقوات المؤازرة في حلب للمرحلة الثانية من العملية الكبرى في الشمال، والتي تهدف إلى تأمين الحدود التركية، بعد النجاح اللافت في مرحلتها الأولى التي تمّ فيها فك الحصار عن نبّل والزهراء وقطع خطّ الإمداد من الحدود التركية إلى الأحياء الشرقية من المدينة وريف حلب الغربي.
وبات من الواضح أنّ عملية إغلاق الحدود مع تركيا تشمل السيطرة على معظم المناطق التي حوصر فيها المسلحون في الريف الشمالي؛ فـ«الوحدات» تتقدم غرب أوتوستراد حلب ــ تركيا نحو ريف أعزاز وتل رفعت بغطاء جوي روسي، ووحدات الجيش السوري وحلفاؤه يتقدمون باتجاههم وباتجاه الريف الغربي عبر السفوح الشرقية لجبل سمعان المطلة على عندان.
إلى ذلك، وسّع الجيش السوري والقوات المؤازرة له من حزام الأمان حول نبّل والزهراء، إثر عملية جنوب الزهراء، تمكنت الوحدات من خلالها من السيطرة على تلال حاكمة في قنديل وضهرة القرعة ومقالع ومجبل الطامورة ومرتفعاتها، ما يجعل القوات تشرف نارياً على بلدة عندان، المعقل الأهم للمسلحين في محيط نبّل والزهراء.
وتمهيداً لمتابعة عملية حلب الكبرى، ألقت مروحيات من سلاح الجو السوري كميات كبيرة من المنشورات التحذيرية على مناطق الريف الشمالي، صادرة عن «مقر العمليات الموحد الشمالي».
ودعت المناشير الأهالي إلى «طرد الإرهابيين من بيوتكم وقراكم وبلداتكم، فالجيش قادم وسيسحق الإرهابيين».
وخاطبت حاملي السلاح «أيها الأعزاء، سورية قلبها كبير. فإلى كل من غرّر بهم وضلّوا الطريق، ندعوكم الى ترك السلاح والمبادرة الى تسوية أوضاعكم، وسترون كل المحبة والترحيب».
وفي السياق نفسه، تم تخصيص خطبة صلاة الجمعة لدعوة الأهالي في الريف، مباشرة وعبر ذويهم المقيمين في حلب، إلى الابتعاد عن المسلحين وتسوية أوضاعهم.
من جهته، قال مصدر في المصالحة الوطنية في حلب إن التعليمات «توجب إفساح المجال الواسع وبكل الطرق أمام من يقرر تسليم نفسه أو إلقاء السلاح أو حتى الفرار أثناء المعارك، شريطة أن يبلغ مسبقاً عن قراره الوجهاء والمشايخ الذين اعتُمدوا للتواصل مع المسلحين».
وبحسب المصدر، فإن «الباب سيبقى مفتوحاً لمن يفرّ خارج البلاد، كموقف امتناع عن دعم العصابات الإرهابية بمواجهة جيش الوطن».
وفي أعزاز، حاولت «وحدات الحماية» الكردية التي تساندها «قوات سورية الديمقراطية» التقدّم باتجاه المشفى الوطني الواقع على أطراف المدينة، والذي تمّ إخلاؤه، قبل أن تتراجع مع ساعات الصباح.
إلى ذلك، جرى الاتفاق بين المجموعات الاسلامية في ريف حلب الغربي و«وحدات الحماية» الكردية على تأمين ممر آمن للمدنيين والإمدادات الغذائية بين ريف حلب الغربي وريفها الشمالي الذي حوصر فيه المسلحون، وذلك عبر طريق ارة عزة ــ عفرين.
وأوضح مصدر في «الوحدات» أنّ القرار ليس له بعد سياسي، مذكّراً بـ«الممارسات العنصرية والمسيئة التي كان يقوم بها المسلحون على الحواجز بحق الاكراد خلال دخولهم وخروجهم من منطقة الشيخ مقصود في حلب، ولإثبات أن الأكراد لن يعاملوا الآخرين بالمثل».
وفي بلبل، شمال عفرين، أعلنت مصادر طبية مقتل شاب وطفلة في التاسعة من عمرها برصاص حرس الحدود الاتراك، خلال محاولة دخول جماعية إلى الأراضي التركية.
باسل ديوب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد