(حبة حلب) ينخفض انتشارها في حلب وتزداد في المحافظات الأخرى
تراجعت نسبة المصابين بمرض اللاشمانيا (حبة حلب) خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من الأزمة على الرغم من عدم وجود مستوى مثالي من خدمات النظافة في معظم المناطق السورية.
وكشف مدير الأمراض المزمنة والسارية في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية أن عدد المصابين بمرض اللاشمانيا وصل في نهاية عام 2013 إلى 72 ألف إصابة على مستوى البلاد وقد تراجع هذا الرقم في نهاية العام الماضي 2016 إلى 48 ألف إصابة وقد وصلت نسبة الانخفاض إلى أكثر من 33% خلال هذه الفترة. والمهم في الموضوع أن هذا التراجع يأتي في ضوء تراجع مستوى خدمات النظافة في أغلب المناطق نتيجة تردي الواقع الأمني خلال الفترة الماضية وسرقة آليات النظافة وقلة العمال وارتفاع تكاليف مواد التنظيف. وأكد ضميرية أنه بالشكل الطبيعي تزداد الأمراض المتعلقة بالكوارث والحروب والأزمات ويتدهور الإصحاح البيئي وخاصة الأمراض المنقولة بوساطة الحشرات كاللاشمانيا الجلدية، التي تعتبر من الأمراض المستوطنة في القطر وامتدت من حلب وضفاف الفرات إلى المناطق الساحلية والداخلية. وما زالت اللاشمانيا من الأمراض التي تتطلب مجهوداً صحياً كبيراً لمواجهتها وتعاون مختلف وزارات الدولة للسيطرة عليها ومنع انتشارها. ويساهم التدهور البيئي في النصيب الأكبر من أسباب الانتشار، ابتداء من تراكم النفايات المنزلية والحيوانية والزراعية وعدم مكافحة الخوازن (القوارض الصحراوية) وكذلك تتسبب المجاري المكشوفة في انتشار هذا المرض. وعن توزع خريطة انتشار اللاشمانيا بين ضميرية أنها تتركز بشكل كبير في حماة والحسكة ومن بعدها في المحافظات الساحلية وبعض مناطق ريف دمشق وتنخفض بشكل كبير في محافظة حلب على الرغم أنها البؤرة الأولى كانت لانتشار هذا المرض ولذلك ارتبطت باسم حلب. وعن الأحوال قبل الأزمة أشار إلى أن عدد الإصابات كان في عام 2010 يصل إلى 42 ألف إصابة وارتفع في 2013 إلى 72 ألف إصابة وعاد الآن إلى 48 ألف إصابة. وعن مدى توافر العلاج اللازم لمرض اللاشمانيا بيّن ضميرية أنه يتم تأمين العلاج من خلال 200 مركز خاص في اللاشمانيا على مستوى القطر حيث يتم تأمين الأدوية من كبرى الشركات العالمية. إضافة إلى وجود التشخيص والمخابر التي تقوم بالكشف عن الإصابات ووضع الخطة العلاجية لها. ولأن الوقاية خير من العلاج بيّن المصدر أن مراكز مكافحة اللاشمانيا تقوم بإجراء مسوحات على المدارس والأحياء والقرى للكشف المبكر عن الإصابات وعلاجها بهدف كسر حلقة سراية المرض كذلك قامت مديرية الأمراض السارية والمزمنة خلال الفترة الماضية بتوزيع 660 ألف ناموسية في معظم المحافظات. وكذلك يجري التعاون لتوزيع المبيدات الحشرية للقضاء على القوارض. ونفذت في العام الماضي حملة واسعة على مستوى البلاد للقضاء على القوارض من خلال إغلاق جحورها ما ساهم في تراجع نسبة الإصابة بشكل كبير. وفي مجال بناء القدرات والتأهيل لمواجهة هذه الآفة الخطرة تم تأهيل وبناء القدرات لـ190 طبيباً ومهندساً و214 فنياً ومعالجاً وذلك من خلال 14 ورشة عمل شملت 11 محافظة و128 مركزاً ومنطقة صحية وتم ذلك بمشاركة مختلف الجهات الحكومية.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد