حادثة الباخرة غوى في مرفأ طرطوس
كان ثمن لقمة العيش باهظاً جداً لأولئك المتعبين الخمسة الذين دفعوا حياتهم لأجلها..؟!!
الناجون المسعفون إلى مشفى الباسل في طرطوس لضيق التنفس الذي أصابهم وعددهم /51/ إنساناً بينهم منقذون من الإطفاء والدفاع المدني كان ينتظرهم ذات المصير لولا حلم الله بهم..؟!!
وكعادة جهاتنا المعنية في التدخل بعد الحدث فقد دعي بتاريخ 16/8 فريق عمل خبراء من شركتي مصفاة بانياس وحمص وإدارة الحرب الكيميائية والقوى البحرية مزود بمعدات وأجهزة لقياس تركيز الغازات داخل عنابر السفينة مكان توضع البضاعة المؤلفة من الحديد والخشب وتم أخذ أكثر من عينة باستخدام جهازين في عنبري السفينة، وكانت نتائج العينة الأولى من العنبر الثاني المغلق 300 جزء بالمليون من غاز أول أوكسيد الكربون، وفي العينة الثانية المأخوذة من العنبر نفسه ومن موقع أعمق كانت بنسبة 700 جزء بالمليون من غاز أول أوكسيد الكربون.
وهذا التركيز -كما يقول تقرير الفريق -كان كافياً للاختناق والوفاة، حيث كانت نسبة الأوكسجين لاتتجاوز 1.2 جزء بالمائة بناء على عمليات القياس التي قام بها فريق العمل واستناداً إلى نتائج أجهزة القياس المستخدم من قبل الفريق، إضافة إلى الدليل الاوسترالي للشحن الآمن تبين أن سبب تشكل غاز أول أوكسيد الكربون قد يكون ناتجاً عن أكسدة الحديد وتخمر الخشب وبناء عليه اقترح الفريق فتح عنابر الباخرة للتهوية -الكشف الضروري والمراقبة وأخذ القياسات المناسبة وعدم السماح بالترصيف إلا بعد التأكد من خلو العنابر من الغازات السامة -مطابقة المانيفست بالواقع الفعلي للبضائع الموجودة ضمن العنابر حسب الأصول..
وإذا كان لنا من كلمة في هذا الحادث الرهيب فإن خسارة مرفأ طرطوس كانت فادحة كان يمكن تفاديها لو اتبعت التدابير الاحترازية والإجراءات والطرق الآمنة في عمليات التفريغ الذي -من المفترض - أن تشرف عليه كوادر المرفأ المختصة والخبيرة، ولكنا تفادينا آلاماً وجروحاً سيطول أمد تطبيبها..!!
وهذا مايدفعنا للمطالبة باسم الضحايا وذويهم ومن اهتزت مشاعرهم لما حصل بمحاسبة المقصرين والمتقاعسين، وليس فقط الاكتفاء بزيارة المكان وتفقده وتشكيل لجان للبحث عن الأسباب وكفى؟!!
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد