ثمار جديدة تنتجها أراضي الساحل السوري
تغطي زراعة الحمضيات 33 ألف هكتار من أفضل الأراضي المروية في الساحل السوري. هذه الأشجار بأنواعها وأصنافها المختلفة ومواصفاتها المتميزة التي أصبحت علامة فارقة للسهول الساحلية على مستوى الوطن العربي ودول المتوسط.
لتميز مواصفاتها بتطبيق برنامج المكافحة الحيوية الذي أنتج ثمار حمضيات خالية من الأثر المتبقي للمبيدات الكيماوية مع كل هذا النجاح بتنا نسمع مؤخراً عن الزراعات الحديثة في الساحل السوري والتشجيع على إدخالها فكان لابد من التساؤل عن الزراعات الحديثة لماذا؟! وإلى أين؟
المهندسة ندى ملحم رئيسة دائرة بحوث الأصول والأصناف والزراعات الحديثة في قسم بحوث الحمضيات بطرطوس حدثتنا عنها فقالت:
خلال السنوات الأخيرة دخلت البيوت البلاستيكية الساحل السوري وقد جاءت ضرورة فرضها واقع انخفاض أسعار الحمضيات في فترة سابقة سببها ضخامة الإنتاج مقارنة بالاستهلاك وعدم التوصل إلى حل جذري لمسألة الفائض في الإنتاج وتعثر خطوات التصدير هذا من جهة ومن جهة أخرى تفتت الملكية وصغر مساحتها التي تقدر وسطياً بـ 5 دونمات في هذه المنطقة ما دفع المزارع للبحث عن زراعات جديدة تعطيه إنتاجاً سريعاً وبريعية تعوض انخفاض أسعار الحمضيات وكانت النتيجة تضخماً في عدد البيوت البلاستيكية وضع المزارع مرة أخرى أمام كساد الإنتاج وتدني الأسعار إلى حد كبير وهنا كان لابد من إيجاد زراعات حديثة «أفوكادو ـ كيوي ـ مانجو ـ جوافة ـ بابايا ـ إكي دنيا ـ دراغون»
تكون رديفة للحمضيات وليست بديلاً عنها في هذه المنطقة التي تعتبر المكان الأفضل لها، بينما معظم الزراعات الحديثة الأخرى التي ساهم قسم بحوث الحمضيات والزراعات المدارية في نشرها هي زراعات استوائية يمكن زرعها في الساحل السوري.
تنوع الإنتاج وبالتالي الوصول إلى استقرار نسبي في دخل المزارع إضافة لتأمين ثمار هذه الزراعات للمستهلك السوري الذي تعرف عليها وبات يطلبها بما تحمله من قيمة غذائية وجمالية كبيرة وبالتالي الحد من استيرادها.
بدأت زراعة الأفوكادو بالانتشار في سورية وأخذت منحى تجارياً منذ بداية التسعينيات علماً أنها موجودة في سورية منذ عام 1916 حيث أدخلها أحد مزارعي منطقة صافيتا من تشيلي، يقدر عدد أشجار الأفوكادو في سورية بـ 8900 شجرة تزرع في مناطق زراعة الحمضيات نفسها منها 6200 شجرة مثمرة أما في محافظة طرطوس فعدد الأشجار الكلي 3200 شجرة منها 2000 شجرة مثمرة.
ـ أكي دنيا «المشمش الهندي» حالياً بدأت هذه الزراعة بالتوسع فعلاً ويقدر عدد الأشجار في سورية بـ 71 ألف شجرة منها 60 ألف شجرة مثمرة منها 13 ألفاً في طرطوس منها 11 ألف شجرة مثمرة.
هذه الشجرة مستديمة الخضرة ولها أهمية اقتصادية كبيرة لأنها أولاً تنضج في فترة تكون فيها الفواكه الشتوية قد قاربت على الانتهاء في الوقت الذي لم تبدأ به الفواكه الصيفية بالنضج «أيار ـ حزيران» وهي عالية الإنتاج وغير مكلفة في عمليات الخدمة وأسعارها مرتفعة نسبياً.
ـ مانجو: لا تزال أشجار المانجو في سورية محدودة الانتشار لأنها لا تتحمل البرد فهي زراعات استوائية لكنها تعيش بشكل جيد في مناطق زراعة الحمضيات وهي شجرة مستديمة الخضرة معمرة وتسمى المانجو ملكة فواكه الشرق، تحوي الثمار على نسبة مرتفعة من المواد الغذائية.
ـ كيوي: هي شجيرة متعرشة مثمرة ازداد استهلاكها في العالم لطعمها اللذيذ وغناها بالعناصر المعدنية والفيتامينات.
يوجد في سورية اليوم ما يقارب 20200 شجرة كيوي منها 10700 شجرة مثمرة، في طرطوس 8900 شجرة منها 4500 شجرة مثمرة.
بدأ الاهتمام بهذه الزراعات في السنوات الأخيرة حيث أقيمت لأصناف «الأفوكادو ـ المانجو ـ الجوافة ـ الاكي دنيا» مجمعات وراثية في حقول قسم بحوث الحمضيات بطرطوس تضم الأصناف المحلية إن وجدت لبعض الأصناف مثل الاكي دنيا والأصناف المدخلة وتنفذ بعض البحوث الخاصة بكل منها للتوصل إلى نشر هذه الزراعات على أسس علمية وليس عشوائياً وانتخاب أفضل الأصناف لاعتماده ونشره.
كما تم توزيع غراس مطعمة معروفة الصنف والمواصفات من هذه الزراعات لأن معظمها كان في السابق بذرياً غير معروف الصنف وبالتالي فهي أشجار غير منتظمة النمو والإنتاج وتتأخر في الحمل...الخ
هذا إضافة إلى الإدخال الدائم للجديد من أصنافها من مراكز بحوث موثقة في العالم كما تقام في قسم بحوث الحمضيات دورات تدريبية للفنيين العاملين في هذا المجال وتنفذ أيام حقلية للمزارعين والفنيين المهتمين بهذه الزراعات كما توزع النشرات الفنية والعلمية وتوزع الغراس المجانية للبعض من هذه الزراعات بهدف التعريف بها وتشجيع انتشارها.
رفاه نيوف
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد