ثلثا أطفال سورية يتعرضون لعنف الإهمال وربعهم يتعرضون للضرب
أعلن رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي حسين نوفل أن ثلثي الأطفال في سورية يتعرضون للإهمال على حين ربع الأطفال يتعرضون للضرب كاشفا أنه في ظروف الحرب ازدادت نسبة العنف على الأطفال بشكل كبير.
وقال نوفل: إن نسبة العنف ضد الأطفال ازدادت في سنوات الأزمة بشكل ملحوظ لأنهم يعيشون في ظروف الحرب التي تعصف بالبلاد وبالتالي فإنهم كل يوم معرضون لسماع قذائف الهاون أو استهدافهم من المجموعات المسلحة.
وأوضح نوفل أن العنف في المدارس ازداد بشكل كبير مقارنة بآخر دراسة أجريت قبل الأزمة حول هذا الموضوع والتي دلت على أن 52 بالمئة منهم يتعرضون للضرب أو التوبيخ مشيراً إلى أن ذلك يؤثر بشكل كبير في شخصية الطفل ولاسيما أن العنف يدفعه إلى الانحراف.
وبين نوفل أن العنف له أشكال عديدة منها الإهمال والتوبيخ والضرب وهو يستخدم على الشخص الضعيف سواء كان الطفل أو المرأة أو الذكر الضعيف من شخص قوي وليس بالضرورة أن يصدر العنف من الأب لأنه أحياناً هو يكون ضحية للعنف الأسري من أحد الأولاد وهناك دراسات دلت على ذلك.
وقال نوفل: إن العنف الأسري يولد عادات صحية خطيرة وذلك بأن الطفل الذي أهمل يضطر إلى تكوين شخصيته أو تعويض النقص عبر تكوين صداقة سيئة تمارس أفعالاً غير سليمة بالمجتمع كالسرقة وغيرها من الأفعال المنبوذة لافتاً إلى أن العنف يدفع الطفل أيضاً إلى التدخين الذي يؤدي إلى أمراض تؤثر في صحته، والدراسات تشير إلى أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال يمارسون عادات التدخين نتيجة إهمالهم من أسرتهم.
وأضاف نوفل: إن العنف يدفع الطفل أيضاً إلى شرب الكحول وإلى فتح شهيته على الأكل وبالتالي يصاب بداء البدانة التي تؤدي إلى أمراض كثيرة ومنها داء السكري والقلب وغيرهما من الأمراض الناجمة عن البدانة معتبراً أن العادات الخاطئة في تربية الأطفال دفعت بالكثير منهم إلى الانحراف باعتبار أن الطفل بدأ يبحث عن أشياء أخرى في المجتمع لتكوين شخصيته ولو بطرق منحرفة ولذلك فأننا نشاهد العديد من الأطفال يرتكبون أفعالاً جرمية كردة فعل انتقامية من الأهل حتى إن بعضهم يرتكب جرائم خطرة.
ولفت نوفل إلى أن ظروف الحرب لعبت دوراً بارزا في مسألة ازدياد حالات العنف على الأطفال ولاسيما أن العصابات المسلحة استهدفت الكثير من المدارس بقذائف الهاون وهذا يعتبر نوعاً من العنف على الأطفال حتى إنه من أخطر أنواع العنف مشدداً على ضرورة دور الأسرة في تخفيف وطأة الحرب على الأطفال رغم أنهم يسمعون كل يوم أصوات الانفجارات والخوف الشديد الذي يتعرضون له.
وأكد نوفل أن الطب الشرعي يعمل بشكل دوري على توعية الأسرة بعدم استخدام الألفاظ التي لا تليق بشخصية الطفل موضحاً أن هناك الكثير من الكلمات تستخدم مثل كلمة «حمار» وغيرها من الكلمات التي لا تليق بأصول التربية وبالتالي فإن الطفل يعتبر هذه الكلمات عادية بحيث إذا سمعها من شخص آخر غير أبويه فأنه لا يتأثر لسماعها إضافة إلى أنه يتلفظ بها.
وأشار نوفل إلى أن الكثير من الأطفال يستخدمون كلمات الشتم والسب في الشوارع وكل هذه الكلمات تعلموها في البيت نتيجة تلفظ الأب أو الذكر المسيطر على البيت بها وأحياناً توجيه هذه الكلمات للطفل وبالتالي فأنه يتعلمها ويتلفظ بها أمام أصدقائه علماً أن هذه الكلمات النابية هي بوابة انحراف الطفل.
وشدد نوفل على أهمية الأسرة في تربية الأطفال وأن البيت هو المجتمع الصغير الذي يكوّن المجتمع الكبير ويصلحه معتبراً أن طرق التربية السليمة من ناحية تعليم الأطفال أصول التربية سبب كبير في إنشاء مجتمع خال من العنف الأسري.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد