تونس: أنصار «النهضة» يهاجمون مقر كبرى نقابات البلاد
هاجم، أمس، مناصرون لحزب «حركة النهضة» الحاكم في تونس، مقر»الاتحاد التونسي العام للشغل» في العاصمة، وحطموا نوافذه بالحجارة واعتدوا على أعضائه، بينما كان هؤلاء يتجمعون في ساحة محمد علي المقابلة للمقر، من أجل بدء مسيرة في ذكرى استشهاد الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد.
ووصل مئات من المنضوين ضمن ما يسمى «روابط حماية الثورة» التي شكلتها «النهضة» إلى مقر «الاتحاد»، وهو كبرى نقابات البلاد، وهم مسلحون بالسكاكين والعصي. وعندما كانوا يحاولون اقتحام المقر اعتدوا على عدد من النقابيين، ما أدى إلى سقوط 20 جريحاً، قبل أن تتدخل الشرطة للفصل بين الطرفين.
ويتهم أنصار «النهضة» الإسلاميون «الاتحاد» بالتحريض على الاحتجاجات المطلبية المتنامية ضد الحكومة، التي يقودها حزبهم. وهتف المهاجمون بشعارات تصف النقابيين باللصوص، وتتهمهم بأنهم يريدون تدمير البلاد، مطالبة بمحاسبتهم و«تحصين الثورة».
في المقابل، رد المئات من أعضاء الاتحاد والمتعاطفين معه بإطلاق شعارات «يا حشاد، يا حشاد، النهضة باعت البلاد»، و«يا نهضاوي يا حقير، يا عدو الجماهير»، كما دعوا إلى الإضراب العام وإسقاط الحكومة.
وتجمع نحو ألفين من أعضاء الاتحاد بعد الاشتباكات، أمام مقر الحكومة، في تظاهرة مناهضة لرئيس الوزراء حمادي الجبالي.
في وقت، قال أحد المحتجين إن «النهضة ستلقى مصير بن علي... لم يختاروا عدوهم جيداً»، بينما قال الأمين العام للاتحاد حسين العباسي إن «باب المواجهة مع خفافيش الظلام قد فتح».
وفي محاولة لاحتواء ما حصل، دانت «حركة النهضة»، في بيان لها، «اعتداء عدد من المليشيات بالعصي والحجارة والغاز المشل للحركة، على متظاهرين سلميين جاؤوا للمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال الشهيد فرحات حشاد، أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل»، مشيرة إلى تضامنها مع كل الجرحى. ودعت الحركة «الجميع إلى ضبط النفس، ورفض كل استدراج إلى ردود الفعل».
إلا أن الأمين العام المساعد للاتحاد حفيظ حفيظ اتهم «النهضة»، في تصريحات إذاعية، بالوقوف وراء هذا الاعتداء، وقال إنه يدخل في سياق «تصفية حسابات النهضة مع الاتحاد»، لافتاً إلى أن ما حصل هو «دليل قطعي على ازدواجية خطاب النهضة، حيث تقول إنها تسعى إلى التهدئة مع الاتحاد، وترسل ميليشياتها لضربه».
المصدر: السفير+ رويترز
إضافة تعليق جديد