تنزيلات وهمية
اقترب فصل الشتاء من نهايته وأخذ التجار في الاستعداد للتخلص من البضائع الشتوية التي يدعون أنها شهدت حالة من الكساد على الرغم من محدودية الاستيراد والتصنيع الداخلي، ويعزو البعض من التجار أن السبب في هذا الكساد يعود إلى التراجع الكبير في القوة الشرائية لجهة الدخل لأغلب المواطنين.
وبهدف التخلص من البضائع «الكاسدة» يعمد اليوم أغلب التجار إلى الإعلان عن تنزيلات وهمية على أغلب البضائع الموسمية وبشكل خاص على الألبسة والأحذية ومستلزمات «عيد الحب» الذي كان باهتا في رأي أغلب الناس.
أغلب الناس يدركون أن هذه التنزيلات غير حقيقية لأنها غير منطقية وإذا كانت تلك التنزيلات منطقية فهناك مصيبة كبرى، حيث تصل التنزيلات في بعض محلات الألبسة إلى 70%، هذه الأرقام تطرح العديد من الأسئلة الموضوعية، هل كان التاجر يربح 70% قبل التنزيلات وقد تنازل عن كامل أرباحه؟! أم أنه يبيع بخسارة تصل إلى 50% من رأس المال إذا كانت معظم البضائع قد حددت أرباحها بحدود 20%؟ البعض يقول إن كلا الأمرين غير صحيح…! لأنه لا يوجد تاجر يبيع بخسارة مهما كانت الأحوال إلا إذا كان قد حقق أرباحاً من مبيعاته السابقة من هذه البضاعة تزيد على خسارته التي يتعرض لها من التنزيلات ولنا أن نتصور كم كان ربحه السابق الذي يعوض خسارة 50% من البضاعة.
لكن يبدو أن الحقيقة غير كل ذلك كما يراها البعض من الاقتصاديين، وهي أن كل التنزيلات التي تزيد على 20% هي تنزيلات وهمية يعمد المعلن إلى وضع أسعار كبرى وهمية والتنزيل عليها إلى أسعار تقل عن 70% وهي في الحقيقة أسعار رابحة وذلك لإيهام الزبائن أن هذه الأسعار الكبرى قد انخفضت إلى سعر التنزيل، وهذه ليست الحقيقة.
ننتظر من التموين التدقيق في الأسعار الكبرى للتنزيلات لمعرفة مدى مطابقتها للتكاليف وكشف وهمية التنزيلات.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد