تمهيد لدعم بحوث علمية تجمع بين الخلايا البشرية والحيوانية

07-08-2016

تمهيد لدعم بحوث علمية تجمع بين الخلايا البشرية والحيوانية

يثير احتمال إفراج الحكومة الأميركية قريباً عن أموال لدعم بحوث تجمع بين الخلايا الجذعية البشرية وأجنة حيوانية جملة تساؤلات تتداخل فيها الاعتبارات الأخلاقية والعلمية.

وتسمى هذه الأجنة الحيوانية الهجينة التي تحمل في تركيبتها خلايا جذعية بشرية «كيميرا»، وتفتح آفاقاً طبية هائلة، بداية من علاج الأمراض الانتكاسية وصولاً إلى إيجاد أعضاء لاستخدامها في عمليات زرع، غير أنها تثير أيضاً تساؤلات عميقة، ما دفع «المعاهد الأميركية للصحة» (أن آي أتش) التابعة لوزارة الصحة إلى تجميد العمل بهذا النوع من البحوث قبل عام.

وبعد استشارة باحثين وعلماء أحياء وأخصائيين في الرخاء الحيواني، اقترحت معاهد «أن آي أتش» رفع هذا التجميد، ما يفتح الطريق أمام تمويل عام لمثل هذا النوع من البحوث.

وأشار بيان صادر عن الهيئة إلى أن السماح سيشمل التجارب «التي يمكن للخلايا البشرية فيها تقديم إما مساهمة كبرى أو تعديل وظيفي كبير للدماغ الحيواني». وحددت «أن آي أتش» مهلة 30 يوماً لتلقي التعليقات من الأخصائيين والعامة عبر الإنترنت، قبل أن تحسم قرارها في شأن رفع التجميد.

وأوضحت «المعاهد الأميركية للصحة» في طلبها للحصول على تعليقات من العامة أن اللقاءات التي تجرى منذ عام «أثبتت أنه على رغم كون إنشاء نماذج من كيميرا ينطوي على تحديات كبيرة، توجد مصلحة وإمكانية بديهية وراء فكرة إنتاج نماذج حيوانية مع أنسجة بشرية أو أعضاء تسمح بإجراء بحوث في شأن النمو البشري والأمراض وزرع الأعضاء».

ولا تعد البحوث التي تجمع الخلايا البشرية مع الحيوانية أمراً جديداً، فمنذ عقود يجري علماء عمليات زرع لأورام بشرية على فئران وصمامات للقلب من الخنازير تستخدم بكثرة لدى المرضى. غير أن المشروع الجديد يثير تفاعلات كثيرة.

وقال الباحث في معهد «نيويورك ميديكل كولدج» الأميركي ستيوارت نيومان: «فلنتخيل أن لدينا خنازير مزودة بأدمغة بشرية وهي تتساءل عن سبب إجرائنا تجارب عليها. أو أن لدينا أجساماً بشرية مزودة بأدمغة حيوانية، وبالتالي قلنا لأنفسنا حسناً، هي ليست بشرية حقاً، يمكننا إخضاعها لتجارب وزرع أنسجة منها».

وعلى رغم أن اقتراح «أن آي أتش» لا يلحظ حتى اللحظة العمل على إيجاد حيوانات مزودة بأدمغة بشرية كاملة، قال نيومان إنه «ليست لدينا قوانين في هذا البلد تسمح بمنع ذلك»، مضيفاً أنه «أفكر في سيناريوهات قصوى غير أن مجرد إيجاد أجنة كيميرا هذه كان ليعتبر من السيناريوهات القصوى قبل 15 أو 20  عاماً».

وقدم نيومان قبل ما يقرب من عقدين طلباً للحصول على براءة اختراع لنوع من أجنة «كيميرا» الهجينة، ليس لأنه كان ينوي إيجاد واحدة منها بل لأنه كان يريد جذب الانتباه إلى مخاطرها المحتملة.

واعتبر رفض «المكتب الأميركي لبراءات الاختراع» طلبه في العام 2005 بمثابة انتصار له، لكنه يخشى الآن من ضياع جهوده سدى، وقال إن «هناك اعتياد على الأمور يحصل تدريجاً».

ومع الإقرار بالمخاطر المحتملة، يفضل آخرون التركيز على الآفاق الهائلة التي تفتحها هذه البحوث بالنسبة للبشر. وقال مدير البرنامج الخاص بـ «الأخلاقيات البيولوجية» في جامعة «كولومبيا» روبرت كليتزمان، إنه «في ما يتعلق بالبحوث في شأن مرض الفصام أو الزهايمر أو الاكتئاب، لا يمكننا درس الخلايا في دماغ البشر الذين يعانون هذه الأمراض لأننا لا نستطيع فتح أدمغة أشخاص أحياء».

وتمثل مبادرة «أن آي أتش» بحسب كليتزمان «خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح»، بما يحمل «قدرة هائلة على مساعدة ملايين الأشخاص»، غير أنه أكد ضرورة مشاركة أخصائيين في الأخلاقيات في لجنة الإشراف على التجارب في معاهد الصحة الأميركية، وقال: «لا نريد أن تصبح لفأر أو شمبانزي فجأة مزايا من النوع البشري لأن هذا الأمر يطرح مسائل أخلاقية».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...