تفشي ظاهرة الطلاق في السويداء
سجلت حالات الطلاق في السويداء خلال الأعوام الأربعة الماضية وهي عمر الأزمة التي تعرضت لها البلاد زيادة مطردة حيث وصلت حالات الطلاق في المحافظة عام 2011 إلى 247 حالة، اما حالات الزواج فكانت 3567 وازدادت حالات الطلاق عام 2012 إلى 301 حالة في حين تناقصت حالات الزواج إلى 3200 وفي العام 2013 ارتفعت حالات الطلاق إلى 348 واقعة وبلغت عقود الزواج 3102 في حين سجل عام 2014 وحتى تاريخ 24من الشهر الحالي 375 حالة طلاق رضائي إضافة إلى 1200 دعوة طلاق منظورة أمام القضاء أي ما يقارب 1575 حالة في حين لم تتجاوز عقود الزواج 2195.
ويعزو قاضي المذهب في السويداء سميح السبع تفشي هذه الظاهرة في المجتمع إلى عدم توافق الزوجين فكرياً واجتماعياً وبيئياً إضافة إلى تردي الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة الذي يهدد الأسرة مع عجز الزوج على تلبية مطالب أسرته وخاصة في ظل الأزمة التي تتعرض لها البلاد ويؤكد هذا المحامي عاصم عزام مضيفاً أن هناك أسباب متنوعة لتصاعد هذه الظاهرة الخطيرة منها عدم التوعية الاجتماعية والدينية للزوجين حول أهمية الأسرة ومسؤولية الزوجين في الحفاظ عليها من التشتت والدمار فضلاً عن انهيار كثير من القيم الاجتماعية وضعف العلاقة الأسرية والتباعد بين الأبناء وذويهم.
و تشير المحامية آمال إلى أن أحد الأسباب في تفشي هذه الظاهرة إنما يعود إلى الاختلاف بين طباع وعقلية كلا الزوجين فضلاً عن تدخل الأهل السلبي في حياة أبنائهم سواء من ناحية الزوجة أو الزوج إضافة إلى غياب الزوج لفترات طويلة عن أسرته بسبب السفر أو الخدمة العسكرية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد الأمر الذي أدى إلى ظهور كثير من حالات الخيانة الزوجية أمام انحطاط الأخلاق العامة في حين يشير المحامي نضام غانم إلى أسباب أخرى للطلاق تتعلق بعدم قدرة أحد الزوجين على الإنجاب أو مرض أحدهما فضلاً عن تزويج الأهل لبناتهم في سن صغيرة لا تعي معها قدسية العلاقة الزوجية وأهمية تكوين الأسرة
وأمام جميع ما جرى طرحه تبقى الحلقة الأضعف في المعادلة هم الأطفال الذين يؤدي الطلاق إلى تفكك أسرهم وضياعهم مع خطر انحرافهم الأمر الذي يدفع بالضرورة إلى دق ناقوس خطر تفشي هذه الظاهرة والسعي إلى تحصين مجتمعنا من التفكك والانحلال بالحفاظ على أحد أهم أسباب تماسكه وهو الوضع الاقتصادي أم هل هناك حل آخر؟
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد