تطبيقات «آي باد» للأطفال بين السلبي والإيجابي
يجلس جورج البالغ من العمر 22 شهراً على كرسي أزرق صغير أمام طاولة صغيرة للأطفال ويلعب بجهاز «آي باد» المخصص للراشدين والذي بات رائجاً في صفوف الأطفال، ما دفع الخبراء في نمو الأطفال إلى دق ناقوس الخطر. وبينما يميل جورج إلى الأمام نحو الجهاز، ينقر بإصبعه الصغيرة أيقونة «مو بوكس» ليشغل تطبيقاً فيه صور للحيوانات تطلق أصواتاً مختلفة. وتعتبر والدته أوريلي ميرسييه (32 سنة) أن تطبيقات «آي باد» مفيدة لأنها توسع عالم ابنها، فتسمح له مثلاً بالعزف على آلة بيانو افتراضية.
وبفضل جورج وأمثاله، تشهد التطبيقات الالكترونية الموجهة للأطفال ازدهاراً ملحوظاً، بحسب الخبيرة هيذر ليستر. لكن آراء المتخصصين في علم النفس والأهل تختلف في ما يتعلق بتسليم الأطفال هواتف ذكية وأجهزة لوحية، خصوصاً أن السنوات الأولى من حياة الطفل تؤثر في شكل أساسي في نموه.
ويشار إلى أن جورج يمضي نصف ساعة أسبوعياً وهو يلعب بجهاز «آي باد»، وطالب به للمرة الأولى عندما كان عمره عشرة أشهر، بالإشارة إليه. وقرر والداه، وهما مصصمان للرسوم البيانية، تصميم أول تطبيق لهما يصدر صوراً شبيهة بالمفرقعات. ومع أن التطبيق مخصص للراشدين، فإن والدة جورج تسمح له بتجربته.
وبعدما رأى والداه ما يحبه الأطفال، أي الألوان الزاهية والأزرار الكبيرة والأصوات والبساطة، يعتزمان اليوم تصميم تطبيقات أخرى موجهة للأطفال. وتقول ميرسييه: «نعتبر جورج حقل اختبار لنا، ونعتمد عليه ليعطينا نصائح جيدة!»
وتوضح خبيرة التكنولوجيا لدى محطة «سي أن أن» في نيويورك كايتي لينيدول، ان تطبيقات الأجهزة اللوحية هي «حاضنة الاطفال بامتياز». لكن يخشى بعض الأهالي أن تبعد ثقافة الكومبيوتر أولادهم عن الألعاب التقليدية. فالمحللة التكنولوجية ساره روتمان ايبس تقول ان ابنها البالغ من العمر سنتين «يحب الرسم بالأقلام على الورق. لكنه يغضب عندما لا تتحرك الصور، وأعتقد أن السبب يعود إلى ثقافة الفيديو والصور المتحركة».
وفي فيديو نشر على موقع «يوتيوب» وسمي «المجلة هي جهاز «آي باد» معطل»، نرى طفلاً عمره سنة يحاول عبثاً تصفح مجلة مطبوعة بإصبعه، كما لو كان يحمل جهازاً لوحياً. ويعتبر طبيب الأمراض النفسية سيرج تيسيرون، أن التطبيقات الالكترونية لا تسمح للأطفال بفهم المساحات الثلاثية الأبعاد والتي تعد أساسية في مرحلة النمو، لأنه من الضروري أن يستعمل الأطفال كل حواسهم. لكن أجهزة «آي فون» و «آي باد» تبقى محدودة في ما يتعلق بالتجربة الحسية، لأنها تشغل البصر والسمع واللمس إلى حد ما، فيما تهمل حاستي الشم والذوق. وهذا ما يميز الألعاب البسيطة المخصصة للأطفال التي ليس فيها أي قواعد، بحسب ما يقول طبيب الأطفال آري براون. ويضيف: «هناك تطبيقات جيدة ترتكز على حل المشاكل والذاكرة والتسلسل والترتيب، وهي أشبه بنسخ افتراضية من ألعاب كنا نلعبها في صغرنا». لكن «ما من تطبيق يحل مثلاً محل لعبة نأخذ فيها قطعتين مختلفتين ونفكر في كيفية رصفهما الواحدة فوق الأخرى».
ويعتقد براون بأن الخطر الأساس هو أن الأجهزة الالكترونية تحد من فرص الأطفال في استكشاف ألعاب أكثر فائدة.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد