تسليف شعبي وفوائد خمس نجوم
كأي موظف في هذا البلد على مكتب أو بدون , في دائرة ليس فيها لحس إصبع أو بالأصح براني ..لا ينتهي قرض التسليف إلا ومعاملة الذي يليه جاهزة ..ولذلك قبل سنتين مر علي اليوم الأسود المخلوط بكل روائح البشر وجراثيمهم وأنفاسهم اللاهثة في زحمة الطابور لتقديم أوراق القرض الشعبي في بنك المزة .....وهذا القرض شعبي بكل المقاييس بمبالغه التي لا تتعدى فك أزمة أو مشروع دكان صغير أو تاكسي.. وشعبي بتجمعاته المتشابكة بحيث تغوص المرأة لتصبح أخت الرجال وتدفعهم ويدفعوها للحصول على المبلغ المنتظر وشعبي بزجرات الموظفين المتأففين من هذا الشعب الجائع الهمجي , والشعبي بالوقوف المنظم أخيرا على كوة الدفع تلك الكوة التي تصبح بطلة لكل أحلام الحالمين البسطاء إلى أن يقفوا أمامها ويستمر الحلم الجميل حتى تنتهي السكرة وتبدأ عذابات القسط المؤلم لشهور طويلة ........القرض الشعبي بكل مظاهره باستثناء الفوائد الخمس نجوم التي لا يتشاركها أحد مع المواطن وينفرد بحصته الوحيدة في شئ خمس نجوم ....فائدة على قرض تسليف شعبي..
- شهدت الفترة الأخيرة متابعة منقطعة النظير أسفرت عن محاولات لتخفيف الضغط والزحمة والتوجيهات للسرعة في الإجراءات بحيث أصبحت المعاملة أسرع فعلا وأسهل ولكن من الذي دفع ثمن هذه التطورات الكريمة المفاجئة لأبناء الدولة من المستخدم الصغير إلى مدير الدائرة المحدود الموارد ..يبدو أن تجارب السياحة المتنوعة في بلدنا تثير إعجاب القائمين على الأمور بحيث كذبوا كذبة وصدقوها ومارسوها علينا ..عقد الإيجار سياحي ..فاتورة الكهرباء سياحية ..خبز أبناء الطبقة الوسطى سياحي ..أسعار مطعم الفلافل سياحية ..والآن القرض بالفوائد السياحية للموظف في بنوك الذبح الشعبي , وفي الجانب الآخر بنوك بمضيفات جميلات ومنشآت فخمة لزبائن vip أموالها في خدمة السياحة والمستثمرين والهاربين بقروض و تحويلات مصرفية لا يمكن أن تلفها في كيس أسود وتدفعها في قعر الحقيبة التي تمسكها بيديك وأسنانك وأنت تلهث خلف السرفيس أو تاكسي كجزء من مراسم الاحتفال بالمبلغ المقبوض والأحلام المؤجلة.
- بعد رفع سقف القرض وانفراج أسارير المواطن بمد مدة السداد إلى ستين شهرا بعد أن كانت حوالي 45- 48 شهر تحمس الكثيرون جريا وراء حلم انفراج في ظل الأزمات العالمية والمحلية وأملا في إنقاذ سياساتهم المالية المنزلية التي لم تعد تجد منفذا لعجزها المتراكم شهرا بعد شهر وهكذا استمر الزحف الذي لا يتوقف على أبواب التسليف الشعبي بفروعه المنتشرة المستعدة لسلخ جلد كل قادم ..
المواطنة السيدة س .م تعمل في قطاع التربية والتعليم على أبواب التقاعد((حيث لا يحق لمن قارب نهاية الخدمة بمدة تقل عن مدة سداد القرض بالاقتراض أو الكفالة فلا راتبه التقاعدي ولا عمره المهني يشفعان له عند المصرف الذي يسقط هذه الاعتبارات ولا يعتبرها ضمانات كافية لتغطية هذا الدين )) وتبعد عنه عدة سنوات بما يسمح لها بالاستفادة من القرض الحلم لتأمين مشروع لابنها الذي تخرج من الجامعة ليقف أعزلا في وجه المجتمع المنفتح على الاستثمار والمسدود في وجه كل أبنائه لحد أوصل الابن والأهل لحد الإحباط وباتوا يخشون عليه من جلطة أو سكر شبابي أو تذكرة طيارة تسرق عمره للأبد .
السيدة المذكورة تتقاضى راتبا شهريا مقداره اثنان وعشرون ألف ليرة سورية , تقدمت للمصرف بطلب قرض تسليف وتمت الموافقة على مبلغ خمسمائة وعشرون ألف ليرة سورية وللأمانة فقد أكدت السيدة أن هناك تسهيلات في الإجراءات والكفلاء وفي عملية فرز الموظفين حسب الجهات التي ينتسبون إليها وسرعة جيدة في إنجاز المعاملة لصالح تقليل المشاوير ولكن المشكلة في المفاجآت الضريبية والفوائد ومن الإيصالات وبالرقم الدقيق نجد مايلي :
- من أصل المبلغ مقدار الفوائد مئة وعشرون ألف وخمسمائة ليرة وبذلك يتبقى للمواطنة أربع مائة ألف ليرة سورية لا غير ..فيطالعها الوصل الآخر بمفاجآته غير المترجعة لينتزع قسما آخر من هذه المنحة المدفوعة القيمة والمسددة الفوائد مسبقا والتي ستجثم على معدة العائلة خمس سنوات كاملة .
الضرائب الملحقة :
1 طابع عمالي
3620 طابع مستند لتنفيذ القرض
300 استرداد نفقات لقرض محدود
2000 عمولة ارتباط لدخل محدود
25 رسم إدارة محلية للقروض
181 الإدارة المحلية خمسة بالمئة من رسم الطابع للمصرف
300 عمولة تحصيل دم
والنتيجة ادفعوا للسيدة من حلم النصف مليون ثلاثمائة وثلاث وتسعون ألف وخمسمائة وثلاث وسبعون ألف ليرة سورية لا غير أما المدة المطلوب التسديد خلالها فهي ستون شهر والقسط الشهري ثمانية آلاف وستمائة وخمس وسبعون ليرة ..وطبعا فإن مبلغ القرض يحسب أساسا على أساس الأربعين بالمئة من الراتب أي أن هذا المبلغ المنزوع الأجنحة والمقصقص الريش خارج أحلام الموظف قبل أن يبلغ ما يبلغ على سلم الترفيعات الوظيفية وقبيل مكافئة نهاية الخدمة للكثير من موظفي الدرجة الثانية والثالثة..
-كان مصرف التسليف الشعبي قد أعلن أنه سيتم اعتبارا من الأول من الشهر التاسع من عام 2007
أي قبل حوالي سنتين تطبيق الفائدة المضافة على قروض الدخل المحدود أسوة ببقية القروض .
ووعد وقتها مدير المصرف أن المستفيد من الموظفين سيحصل على القرض كاملا ثم يسدد الفائدة تباعا مع أقساط القرض لافتا الى أن هذا الإجراء سيعود بالفائدة على أصحاب الدخل المحدود الراغبين بالحصول على القروض . وبلغت قيمة القروض المنفذة للمصرف في الربع الأول من العام ذاته بصورة اجمالية ستة مليارات و 824 مليون ليرة سورية استفاد منها 33 الف مقترض .. وأوضحت مديرية التخطيط والدراسات أن فئات مختلفة من الصناعيين والتجار والمهنيين والأطباء والصيادلة وذوي الدخل المحدود والشباب قروض الزواج استفادت من هذه القروض إضافة الى القروض السكنية لموظفي المصرف والقروض لصالح مشاريع سياحية وصناعية ..
هذا القرار الذي كان يمكن أن يحفز الحالم بالسترة ويؤمله بمبلغ مقبول يعينه في مآزقه المالية التي لا تنتهي وتجعله يستقبل الفوائد القاصمة للظهر بكل الرضى والشكر لأولئك الذين درسوا مشكلته وقدروها وأدانوه دينا لا فرار منه براتب مرهون وكفيلين وبفوائد خيالية ..لكن توقف العمل بالقرار وفي ظل احتياج المواطن لأي مساعدة مالية مهما كانت فوائدها والإقبال المنقطع النظير على أعتاب مصارف التسليف الشعبي تبين أن لا حاجة لتغيير السياسة في التعامل مع هذا المتطلب الذي يحلم أن يسكن بيتا عبارة عن غرفتين في مساحة أربعين مترا ليكتفي شر الترحال والتجوال حاملا خزانته التي اشتراها بالتقسيط والتي دمرها التنقل بين الشاحنات وطفله الذي لم يعد يعرف كيف ومن أين يجمع له أقساط الروضة بعد أن خرجت أمه للعمل لتسديد ديونهم المقسطة التي لا تنتهي . وبما أن هذا الأخير هو الوحيد المحاصر من جميع الجهات الممسوك من رزنامة آخر الشهر الملتزم بكل الديون والضرائب والفوائد صاحب الثروة المعلنة المجدولة ضمن جداول تخرج من غرف المحاسبة بعد أن طالتها كل الاختزالات الممكنة يدفع للدولة دون تذمر كل ضرائبها التي يستطيع إصحاب الملايين تهريب معظمها من جداول الحسابات يسدد أقساطه بينما يمكن لاسم كبير أن يضع ملايين الدولارات في حقيبة باسم مشروع كبير ويخرج بها إلى عالم البزنس أو يخفيها في حسابات سرية لبنوك أجنبية .. بلا أوسمة ولا شكر ولا رحمة مازالت العقول الواعدة تتفنن في الضرائب والطوابع وعليك أيها المواطن الصالح أن تسدد جميع فواتير هذا الوطن من ثمن خبزك .
- استنادا إلى قرارات مجلس النقد والبنك المركزي في تخفيض اسعار الفائدة الدائنة في السوق المصرفية في البلاد ، عدل المصرف الصناعي تعديله الثالث لهذا العام حيث تم تخفيض الفوائد المصرفية لديه، فأصبحت الفوائد للحسابات الجارية الدائنة 1% بدلاً من 2%، وفوائد الودائع لأجل لغاية ثلاثة أشهر 4% بدلاً من 5%، والودائع لأجل لستة أشهر 4.5% بدلاً من 5.5%والودائع لأجل لتسعة أشهر 5% بدلاً من 6% والودائع لأجل لسنة 6% بدلاً من 7%والودائع لأجل فوق السنة 7% بدلا من 8% .
أما بالنسبة لودائع التوفير حتى المليون فتم تخفيضها الى 5% بدلاً من 7% وفوق المليون تعامل معاملة الحساب الجاري الدائن وتحسب على أدنى رصيد وهذا يعني 1% بدلاً من 2%سابقاً.
كما تم تعديل ودائع توفير الأطفال حتى 1 مليون ليرة لتعامل مثل فوائد الودائع لأجل لمدة سنة بفائدة 6% بدلاً من 7% على ألا يزيد المبلغ عن 1 مليون ليرة..
وقام مصرف التسليف الشعبي بتعديل أسعار الفوائد الدائنة لديه، فالحسابات الجارية للقطاع العام تم تخفيضها إلى 0.25% بدلاً من 0.50% وكذلك القطاع التعاوني والمشترك في حين بقيت للقطاع الخاص 1% ولم يجر عليها أي تعديل.
وبالنسبة لودائع التوفير حتى المليون بقيت 6% وتم زيادتها لأكثر من مليون وأصبحت 1%.
أما الودائع لأجل لمدة شهر فتم تخفيضها إلى 5.25% بدلاً من 5.50% ولمدة ثلاثة أشهر 5.50% بدلاًمن 5،75% ولمدة ستة أشهر 5.75% بدلاً من 6%، ولمدة سنة 7.75% بدلاً من 8%، ولمدة سنتين 8% بدلاً من 8.25%، ولمدة ثلاث سنوات 8.25% بدلاً من 8.50%. في حين أن شهادات الاستثمار أصبحت 6.50% بدلاً من 7%.
من جهة آخرى فقد أصدر السيد رئيس مجلس الوزراء القرار رقم /733/ تاريخ 5/4/2009 المتضمن توجيه المصرف الزراعي التعاوني بمنح قروض لمزارعي القطن للموسم الحالي بغض النظر عن مديونيتهم مستحقة الأداء تجاه المصرف.
ويعد المصرف الصناعي لقانون يستطيع من خلاله جدولة ديون الصناعيين المتعثرين عن الدفع خلال العام 2009 مع الغاء كافة الرسوم والفوائد التأخيرية المترتبة عليهم ، ويتوقع صدور هذا القانون مع مطلع هذا الشهر.
ميس نايف الكريدي
المصدر: بورصات وأسواق
إضافة تعليق جديد