تربية الطفل علاج للذات
كيف تواجه الأم الضغط الناجم عن تصرفات طفلها؟ والمقصود بكلمة تصرفات هو البكاء الشديد، رفض الولد الامتثال لمطالب الأهل، الإلحاح، العناد، مطالب الولد التي لا يمكن تلبيتها، وما إلى ذلك من سلوكيات تجعل الأم تشعر بأنها غير قادرة على السيطرة على انفعالاتها. هذا السؤال هو عنوان لملف نشرته مجلة Psychologies الفرنسية، وقد ارتكزت فيه إلى شروح وتفسيرات المحلل النفسي دايفد سرفان شريرر وآخرين.
يورد الملف مثالاً عن أم شابة تدعى كاترين، تتأمل ابنتها البالغة من العمر 4 أعوام التي لا تتوقف عن البكاء لأسباب تافهة. تشعر الأم برغبة عارمة في أن تصرخ في وجه ابنتها قائلة لها بأعلى صوت «توقفي عن البكاء»، لكنها لا تجرؤ على ذلك، ليس خوفاً من ابنتها بل لأنها في هذه اللحظة بالذات تستحضر صوراً قديمة، يوم كانت أمها تصرخ في وجهها لتمنعها من البكاء. وتفهم أن ردات فعلها اللاواعية قد تؤثر سلباً على لحظات السعادة الكثيرة التي ستجمع الأم والابنة خلال عملية التربية. عملية السيطرة على الذات وفهم أسباب القلق والغضب ساعدتا كاترين على تذكر لحظات السعادة التي عاشتها حين كانت تبلغ من العمر 4 أعوام فقط، استعادت لعبتها المفضلة مع أمها، أي عندما كانت تجلس على ركبتيها لتلهوا وترقصا معاً.
يواجه الأهل عدداً من المشاكل فجأة، كأن ينفجر الولد غاضباً في السوبر ماركت، أو أن يضطر أحد الأبوين إلى الاستفاقة عند منتصف الليل لتهدئة الرضيع، أو لمسح دموع أولادهم المراهقين الذين يعانون من ابتعاد أحبابهم أو أصدقائهم عنهم.
العلاج النفسي الناجح يعني أن يتمكن المرء من اكتشاف قدراته وعالمه الداخلي، وأن يساعده ذلك على تخطّي ذاته، وأن يتحكم في انفعالاته.
خلال عملية تربية طفل، تقوم علاقة بين الأم (أو الأب) من جهة والطفل من جهة ثانية، وهي علاقة لا يمكن الهروب منها. الطفل يفرض نفسه على الوالدين، وإن كان ذلك يجري من خلال حبّهم له.
تأثير هذه العلاقة يؤدي إلى تطور «دماغ» الأهل بطريقة مختلفة عما اعتدناه في حياتنا، والمقصود أن أساليب التفكير والتجربة الحياتية هي ما سوف يشهد اختلافاً وتطوراً.
هنا يجدر التذكير بأن عملية التربية تعني الاهتمام بالولد اهتماماً عاطفياً وثقافياً واجتماعياً، والتعرّف إلى قدراته، وتوجيهه وإقامة حوار معه، ما يعني إعادة ترتيب الأولويات الحياتية بالنسبة إلى الأهل، وإعادة ترتيب جداول أعمالهم ويومياتهم. وهذه المهمات هي ما يجب أن يجبر الأهل على التعلّم والتمرس في ميادين جديدة.
الخلايا العصبية
أثبتت دراسة صادرة عن جامعة فيرجينيا الأميركية أن الأمومة تساعد الخلايا العصبية عند المرأة على تطوّير قدراتها، ورأت الباحثة مزرنيش من جامعة كاليفورنيا أن الأمومة والأبوة «ثورة في الدماغ»
لطف وليونة
يلفت ملف psychologies إلى أن الموظفين يصيرون أكثر ليونة في التعامل مع زملائهم عندما يرزقون بأولاد، وقد يعود ذلك إلى التجربة التي جعلتهم أكثر قدرة على تقبّل طلبات شخص جديد هو الابن.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد