تدريبات إسرائيلية على حرب شاملة
باشرت قيادة الجيش الإسرائيلي أمس تدريبات عسكرية على أساس سيناريو حرب واسعة النطاق شملت المناطق العسكرية الثلاث: الشمالية (على الحدود اللبنانية والسورية) والجنوبية (قطاع غزة) والوسطى (الضفة الغربية) وتستمر حتى الخميس المقبل، في حين نقل من قاعدة رامون الجوية الاسرائيلية ان النخبة السرية في القوات الجوية الاسرائيلية بطياريها وطائراتها تجري تدريبات على ما يسميه المسؤولون «سيناريوهات استراتيجية محتملة»، وهو تعبير يرمز الى مواجهة ايران.
وذكران التدريبات الجوية تشمل ثلاثة اسراب من طائرات «اف - 16 أي» التي اشترت اسرائيل 102 مقاتلة منها مقابل 4.5 بليون دولار، في اكبر صفقة تسلح في تاريخها. ويصل مدى هذا الطراز من الطائرات ذات المقعدين الى 1600كيلومتر، ما يجعل معظم أجزاء ايران في مرماها، وتساعدها الكترونيات الطيران الاسرائيلية على الافلات من اجهزة الرادار والنيران الارضية.
ونقل عن محللين عسكريين انه في حال اصدار اسرائيل أمراً بتوجيه ضربات جوية لإيران في مسعى لحرمانها من وسائل صنع اسلحة نووية، فستكون المهمة من نصيب من يتولون قيادة هذه المقاتلات المتطورة التي حصلت عليها اسرائيل من الولايات المتحدة. وكان الجيل الاول من هذه المقاتلات استخدم في تدمير المفاعل الذري الرئيسي في العراق في غارة العام 1981. لكن بعض المحللين القوا بظلال من الشك على امكان قيام القوات الجوية الاسرائيلية بمهمة مماثلة ضد ايران التي تتعدد منشآتها النووية، كما انها أكثر توزيعاً وتحصيناً.
وقال اللفتنانت جي. (23عاما)، وهو قائد مقاتلة «اف - 16 اي»، ان الاسراب تدربت الى حد ان العديد من المناورات القصيرة والطويلة المدى اصبحت «فطرية».
اما المناورات البرية والبحرية التي بدأت امس وتشارك فيها قوات الدفاع المدني فتهدف الى اختبار جهوزية قيادة الجيش وأركان المستوى السياسي وقدرتها على اتخاذ القرارات في حال تدهور الأوضاع أمنياً وفي حال نشوب حرب شاملة، وذلك في إطار استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.
وأشار بيان للجيش الإسرائيلي إلى أن التدريب هذا العام «سيأخذ في الاعتبار تجارب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، لجهة التعاطي مع هجمات صاروخية كتلك التي شنتها المقاومة اللبنانية، على أن تشمل المناطق العسكرية كافة في إسرائيل في الشمال والوسط والجنوب».
وتشارك في التمرين جميع قيادات الجيش وقادة الألوية والكتائب والأذرع والهيئات الأمنية، من دون قوات ميدانية. ويستعين القادة الحاليون بجنرالات في الاحتياط ليكتسبوا منهم التجربة والخبرة. ويتناول التمرين مجموعة سيناريوهات بضمنها اندلاع حرب شاملة في جميع الجبهات. كما يتم اختبار مدى استعداد جميع الهيئات في الجيش لمواجهة حال طوارئ.
وللمرة الاولى تشارك في التمرين شخصيات سياسية على رأسها رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ونائبه افرايم سنيه. وقالت مصادر عسكرية إن مشاركتهم تندرج في إطار العبر التي استخلصت من الحرب وفي مقدمها تعزيز التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري.
وشددت المصادر على أن التدريب يأخذ في الحسبان «كل التحديات التي تواجهها إسرائيل في جميع الجبهات» ويشمل تدريب القيادات على برامج عملية محددة تسعى إسرائيل إلى تحقيقها
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد