تجارة الهواء تنتعش… والسوريون يضمون الاوكسجين إلى قائمة المونة.
لم يكن ينقص السوريين سوى جائحة كورونا لتكتمل خارطة آلامهم المعيشية المعززة بحصار غربي خانق، ونهب منظم لثرواتهم الوطنية على أيدي الجيش الأمريكي وحلفاء محليين له.
خلال الأيام الأخيرة، تحول تحزين “أسطوانات الأوكسجين” إلى ما يشبه حمى اجتماعية أصابت السوريين، مدفوعين بممارسات احتكارية أوغلت تجار أسطواناته بارتكابها.
في هذه الأيام العصيبة، أصبح الأوكسجين الطبي، كعشرات الأشياء التي لم يكن ليخطر على بال السوريين البحث عنها باهتمام تبعا لوفرتها مجانا، أصبح سلعة تخضع للعرض والطلب وللاحتكار الذي يديره “تجار الحرب”، كما يفضلون تسميتهم.
لا يساور المواطن فادي أدنى شك بأنه سيحتاج، أو لربما مقربيه، إلى أسطوانة أوكسجين مع التزايد الأسّي في أعداد إصابات كورونا محليا، وهو لهذا قرر اتخاذ إجراءاته الاحتياطية بالحصول مبكرا عليها، تحسبا لارتفاع سعرها الذي اتخذ مؤخرا متوالية تصاعدية ومنحى انفجاري قاده تجارها بعدما رفعوا سعر العبوة الفارغة نحو 10 أضعاف.
أحد تجار دمشق، أبدى ندمه الشديد على استعجاله ببيع أسطوانة أوكسجين لمريض بـ 250 ألف ليرة، متوقعا أن يصل سعرها إلى 700 ألف ليرة أو حتى مليون ليرة، وفق ما نقلت عنه أحد الصحف المحلية.
عامل في مركز خاص ببيع وتعبئة أسطوانات الأوكسجين بدمشق، أكد أن “سعر الأسطوانة قفز خلال الأيام الأربعة لعيد الأضحى فقط، من 200 ألف إلى 250 ألف ليرة بعد أن استنفدت أغلب المراكز والمستودعات مخازينها من المادة”.
ولزيادة حدة المفارقة، فقد انضمت ورشات (لحام المعادن) التي يدخل الأوكسجين كمادة أولية في عملها، تحولت إلى متاجر مزدهرة لبيع أسطوانات الأوكسجين، بعدما أصبح بيعها في السوق السوداء أكثر ربحا بأضعاف مما لو تم استخدامها في الورش.
الندرة، ليست سمة “الأوكسجين” فقط في الأسواق السورية، فالسلطات الرقابية على الأسواق هي الأخرى نادرة الوجود تماما، هذا الأمر يتيح للمتاجرين بـ (الهواء) فسحة رحبة من الاحتكار واستغلال الجائحة.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد