تاريخ مصحف الشام
أقيمت صباح أمس ضمن فعاليات مهرجان طريق الحرير ندوة عن مصحف الشام في مديرية الثقافة بحلب تحدث فيها الدكتور علي الشعبي مستعرضاً تجربته في جمع ماكيت عن القرآن الكريم في رحلة عمل استمرت 23 عاما وزار خلالها الكثير من الدول وتوصل في النهاية الى أن 168 لغة في العالم خدمت القرآن الكريم ثم انتقل د. الشعبي الى الحديث عن جمع آيات القرآن أول مرة في حياة النبي /ص/ ثم عملية الجمع الثانية في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق /ر/ أما الرحلة الثالثة فكانت في عهد الخليفة عثمان بن عفان /ر/ حيث كتبت سبع نسخ ووزعت على الأمصار وبقيت واحدة منها في المدينة وأشار الباحث الى أن الخط الكوفي كان أكثر استخداماً في كتابة المصحف والنبطي في المعاملات العامة ثم تطور الخط في أيام المأمون وقد أسهم الخطاطون في العصور المتتالية لتحسين الرسم وتطويره وصورة المصحف التي نراها اليوم هي نتاج عصور كثيرة ومجموع جهود متتالية.
وتحدث بعد ذلك الدكتور محمد غنوم فأشار الى أن المرحلة الأولى وهي مرحلة الخلفاء الراشدين تميزت في التركيز على جمع المصحف ونسخه اكثر من التركيز على التزيين وقد ظهرت الزخرفة والتزيين بعد ذلك في عصور لاحقة وأسهمت فيها وأغفتها شعوب أخرى من غير العرب كالفرس والاتراك ثم عدد د. غنوم المراحل التي تطور فيها رسم المصحف الشريف من العصر الأموي حيث استحدث التقسيم الى أجزاء وأحزاب ووضع الحركات والضوابط والنقط الى العصر العباسي حيث وضعت قواعد الخط العربي وهندسة الحروف وفيها ظهر أهم الخطاطين كابن مقلة وابن البواب وغيرهما وأشار الى المؤثرات الحضارية التي أسهمت في اغناء هذا الفن وتطويره والاهتمام بكل ما يتعلق بالمصحف الشريف كالغلاف الذي نال حظاً من الاهتمام بالزخرفة والتذهيب أيضاً.
بعد ذلك قام الدكتور محمد الرعود الأمين العام لوزارة الأوقاف الأردنية بالتعليق على المحاضرتين والثناء على الجهد الذي بذله الباحثان ثم تطرق الى موضوع الاعجاز في القرآن فأكد أنه لا يتعلق فقط بقضايا جزئية تدور حول الاعجاز العلمي وغيره بل هناك اعجاز دائم بحيث تحدى الله البشر في أن يستطيعوا الاتيان بقرآن مثله وهذا مستمر الى يوم القيامة.
وفي الختام تحدث الدكتور علاء الدين الحموي ففصل في كيفية كتابة القرآن الكريم والمراحل التي وضعت فيها نقاط الاعراب ونقاط الاعجام وأسباب اعتماد تلك النقاط وهي حفظ القراءة السليمة وعدم وقوع الناس في الخطأ خصوصاً بعدد خول الأمم الأعجمية في الدين الحنيف.
وقدم د. الحموي نماذج لمراحل تطور كتابة المصحف وتنقيطه وتشكيله.
بعد ذلك تم تقديم الشهادات للمشاركين في هذا العمل الجليل والضخم.
كمال الزالق
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد