بوتين يفرض اجراءات عقابية ضد تركيا.. وإردوغان "حزين"
أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن "حزنه" لإسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية-التركية، متمنياً ألا تتكرّر الحادثة.
وقال اردوغان، في لقاء في باليكيسير التركية السبت، إن "هذا الحادث أحزننا جداً، لم نكن نريد ذلك، ولكن الأمر وقع وآمل في ألا يتكرّر. وسنبحث هذه المسألة ونجد لها حلاً"، معتبراً أن قمة المناخ التي ستُعقد في باريس الاثنين المقيل "تمثّل فرصة سانحة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما يخدم ترميم العلاقات مع موسكو".
وأضاف: "لا نُريد أن يؤدّي التوتر بيننا وروسيا، إلى نتائج محزنة في المستقبل، كما أننا نرغب في أنّ يتعامل الطرفان بشكل أكثر إيجابية مع هذه الحادثة"، ورأى أنه "لا يُمكننا إزاحة بعضنا البعض من الأفق. لا ينبغي أن يتعمّق هذا الوضع إلى ما هو أكثر من ذلك في العلاقات بين البلدين، بما قد يُفضي في المستقبل إلى نتائج أشدّ أثراً. تركيا لم تكن في أي وقت من دعاة التوتّر، ولن تدعو إلى التوتر أبداً. نحن نريد مستقبلاً آمناً للعلاقات بين البلدين وسوف نتحرّك قدماً انطلاقاً من ذلك".
وتوجّه إلى موسكو قائلاً:" تعالوا لنحلّ المسألة فيما بيننا، ولا نمنحها بُعداً يُلحق الضرر بجميع علاقتنا"، مشيراً إلى أن أنقرة مستمرة في التعاون مع موسكو على المستوى الدولي وعبر القنوات الديبلوماسية.
بدوره قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "من المهم إجراء لقاء بين الرئيس، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في باريس الاثنين المقبل، وأتمنى أن يعقد، كما يجب أن تبقى قنوات الاتصال في أوضاع كهذه مفتوحة".
اجراءات عقابية روسية
في المقابل، وقع الرئيس الروسي مرسوماً يتبنى سلسلة اجراءات اقتصادية عقابية رداً على اسقاط الطيران التركي الثلاثاء لمقاتلة روسية قرب الحدود السورية.
وأورد نص المرسوم الذي نشره الكرملين ان هذه الاجراءات التي اعدتها الحكومة الروسية و"الهادفة الى ضمان الامن القومي وامن المواطنين الروس" تشمل حظر الرحلات بين روسيا وتركيا ومنع ارباب العمل الروس من توظيف اتراك، واعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين.
وأوضح الكرملين على موقعه الإلكتروني أن الإجراءات ستؤثر على الواردات من بعض البضائع التركية وعلى عمليات الشركات التركية في روسيا والاستعانة بأتراك في شركات روسية.
وكان المتحدث باسم الرئيس الروسي قال إن بوتين مستنفر تماماً لمواجهة ما يعتبره الكرملين تهديداً غير مسبوق من تركيا.
وفي تعليقات تعكس مدى غضب الكرملين بسبب هذا الحادث وصف المتحدث ديميتري بيسكوف تصرف سلاح الجو التركي بأنه "جنون مطبق"، وقال إن تعامل أنقرة مع الأزمة بعد وقوعها ذكره "بمسرح العبث".
وأضاف بيسكوف لبرنامج "نيوز أون ساترداي" التلفزيوني الروسي: "لا أحد يملك الحق في إسقاط طائرة روسية غدراً من الخلف"، واصفاً الدليل التركي الذي يقول إن الطائرة الروسية وهي من طراز "سوخوي-24 " اخترقت المجال الجوي التركي بأنه "رسوم كرتونية".
وقال بيسكوف إن الأزمة دفعت بوتين الذي يجهز وزراؤه إجراءات اقتصادية انتقامية ضد تركيا "للاستنفار" بطريقة الجيوش في أوقات الأزمات.
وأضاف "الرئيس مستنفر.. مستنفر تمامًا.. مستنفر للحد الذي يقتضيه الموقف. هذا الظرف غير مسبوق. هذا التحدي لروسيا غير مسبوق. لذا وبشكل طبيعي سيكون رد الفعل على قدر هذا التهديد".
ويقول الرئيس التركي إن بلاده لن تعتذر عن اسقاط المقاتلة لكنه قال اليوم السبت إن الحادث أصابه بالحزن وأن قمة المناخ في باريس الأسبوع القادم قد تكون فرصة لإصلاح العلاقات مع موسكو.
أنقرة تدعو لتجنّب السفر إلى روسيا
ونصحت تركيا مواطنيها بعدم السفر إلى روسيا "إلا للضرورة"، بعد تأزم العلاقات بين البلدين إثر إسقاط الجيش التركي طائرة روسية على الحدود السورية.
وقالت الوزارة، في بيان، إن القرار اتُخذ نظراً "للصعوبات التي يُواجهها الاتراك المسافرون أو المقيمون في روسيا"، داعية رعاياها إلى عدم السفر إلى روسيا "إلى حين اتضاح الأمور في المرحلة المقبلة بين أنقرة وموسكو".
وأوقفت السلطات الروسية 26 رجل أعمال تركي قصدوا مدينة كراسنودار للمشاركة في فعاليات معرض زراعي دولي.
وذكرت مصادر ديبلوماسية تركية لوكالة "الأناضول" أن عناصر شرطة روسية مدنية تجوّلوا في أجنحة المعرض، الأربعاء الماضي، وبدأوا بتدقيق جوازات السفر.
وأشارت المصادر أن الشرطة أوقفت رجال الأعمال الأتراك في مركز للشرطة حتى صباح الخميس الماضي، قبل إحالتهم إلى المحكمة التي أمرت بتوقيفهم عشرة أيام، ثمّ ترحيلهم إلى بلادهم من دون أن توضح المصادر الديبلوماسية السبب.
كما طلبت السفارة التركية في موسكو من جميع رعاياها حمل جوازات سفرهم ووثائقهم الشخصية، والتحقّق من تأشيرة الدخول والأذونات، في إعلان نشرته على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت روسيا أعلنت، الجمعة، أنها ستوقف العمل بنظام إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أراضيها اعتباراً من بداية السنة المقبلة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد