بوتين: إسرائيل لن تكون يهودية وأتمنى من خليفة بوش أن يكون له عقل

15-02-2008

بوتين: إسرائيل لن تكون يهودية وأتمنى من خليفة بوش أن يكون له عقل

شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما متعدد الاتجاهات، طالت سهامه العنيفة سياسيات غربية وصفها بأنها "حمقاء"، وتضمنت تحديا مباشرا لواشنطن، خاصة تجاه سياستها في الشرق الأوسط.

إذ اعتبر بوتين أن إسرائيل لا يمكن أن تكون "دولة يهودية"، داعيا إلى فتح حوار مع حركة "حماس" الفلسطينية، والكف عن الحديث عن "أطراف خارجية تؤججها"، في تلميح إلى الاتهامات الأمريكية لإيران.

وتحدث بوتين الخميس 14-2-2008، أمام نحو 1000 صحافي في مؤتمره الصحافي السنوي الأخير قبل مغادرته الكرملين في مايو المقبل، أوجز فيه حصيلة 8 سنوات قضاها في السلطة، وخصص 5 ساعات للإجابة عن نحو 80 سؤالا وجه إليه خلال مؤتمر الصحافي الشامل، والأخير كرئيس.
 وكان الشق الخارجي الأكثر إثارة في حديث الرئيس الروسي، وتميز بحدة غير معهودة، حتى أنه استخدم تعابير جارحة أحيانا، مثل قوله، ردا على سؤال عن توقعاته في شأن هوية الرئيس الأمريكي "المهم أن يكون لديه عقل!".

كما هاجم منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بسبب موقفها من مراقبة انتخابات الرئاسة الروسية، وقال "لا يحق لأحد أن يعلمنا الديموقراطية وليعلموا زوجاتهم فن الطبخ"، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية الجمعة.

وسئل بوتين عن الرؤية الأمريكية للتسوية في الشرق الأوسط، فعارض مسألة "يهودية الدولة في إسرائيل"، وقال "ماذا سنفعل عندئذ بالسكان الأصليين وهم يشكلون نسبة لا يستهان بها من المواطنين؟". كما حض على تغيير جذري في التعامل مع المشكلة، يقوم على آليات تجعل تحقيق السلام من مصلحة كل شعوب المنطقة. وشدد على أهمية إعادة اللحمة بين الفلسطينيين و "التحدث إلى حماس وسماع وجهات نظرها، والكف عن التركيز فقط على دور أطراف خارجية".

واتهم بوتين الأمريكيين بالعمل لتأزيم علاقات بلاده مع بلدان أوروبية، من أجل تبرير نشر الدرع الصاروخية تحت شعار "مواجهة الخطر الروسي، كما يحاولون الضغط على شركاء روسيا لحملهم على البحث عن مصادر بديلة للطاقة".

واعتبر ذلك "سياسة حمقاء" سترد بلاده عليها في شكل مناسب، وأضاف أن على الأمريكيين أن يكونوا "ديموقراطيين داخليا وخارجيا"، وتساءل عمن طلب رأي البولنديين والتشيك في مسألة الدرع الصاروخية.
 وطالت سهام بوتين الأوروبيين أيضا؛ إذ أعلن أن بلاده لن تتراجع عن دعم وحدة أراضي صربيا وسيادتها، في مواجهة مشروع استقلال كوسوفو، وهو المشروع الذي اعتبر تشجيعه "تصرف لا أخلاقي وغير قانوني"، ولفت إلى أن مشكلة قبرص متواصلة منذ 40 سنة، ولم يفكر أحد في الاعتراف بها، وتساءل "ألا تخجلون من المعايير المزدوجة؟".

وأضاف "أن الحديث عن وضع استثنائي لكوسوفو كاذب؛ لأن ما يجري هناك نزاع عرقي تقليدي ومشكلة داخلية، مماثلة لما حدث في إسبانيا وبريطانيا منذ قرون"، وسأل الأوروبيون "لماذا لا تعترفون بإيرلندا الشمالية؟". ورأى أن السياسات المتناقضة والمزاجية في التعامل مع النزاعات الإقليمية تقوض الأمن والنظام العالميين، وهي سبب إطلاق سباق التسلح.

إلا أن الرئيس الروسي أكد أن بلاده لن تنزلق إلى مواجهات مع أي طرف، لكنه أطلق تهديدا صريحا بتصويب صواريخ في اتجاه بولندا وتشيكيا وأوكرانيا، إذا تحققت مشاريع توسيع الحلف الأطلسي. وحذر من مواصلة التعامل مع روسيا بـ"أساليب استعمارية"، مؤكدا أن بلاده "لن تخضع لإملاءات".
 أما في الشأن الداخلي الروسي، فطرح بوتين نفسه كرئيس وزراء "من العيار الثقيل" لخلفه المحتمل ديمتري مدفيديف، مشيرا إلى أن الوقت ليس للنحيب، بل للتمتع بإمكانية العمل في منصب آخر، وخدمة البلاد بصفة أخرى.

وفي لقائه الأخير مع الصحافة، سرد بوتين الإنجازات التي تحققت أثناء رئاسته، مؤكدا أنه سيبقى متواضعا أمام السلطة و"الثقة" التي وضعها الروس فيه عبر انتخابه مرتين. وقال "طوال 8 أعوام، جذفت كعبد على سفينة، ليل نهار، أنا سعيد من عملي (...) كل الأهداف تحققت، بات وضعنا مستقرا، اقتصاديا وسياسيا"، معترفا فحسب بثغرات في مكافحة التضخم الذي شارف 12% عام 2007، ومكافحة الفقر في روسيا.

وقال بوتين "الله منحني شرف العمل من أجل بلادي (...) ينبغي الامتنان لذلك"، علما أن حكمه شهد تقاربا كبيرا بين الدولة والكنيسة الأرثوذكسية.

المصدر: وكالات
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...