بـقـع الــدم تـغـطـي شــوارع الـيـمـن
عاش اليمن يوما دمويا جديدا نتيجة طغيان النظام وانفلات اجهزته الامنية التي نشرت القتلى والجرحى في شوارع كبرى المدن اليمنية، في غياب تام لأي كلام سياسي يوقف انحدار البلاد نحو حرب اهلية ضارية تتسع بشكل تدريجي. وفيما تواصلت المواجهات في مدينة تعز الجنوبية مع مقتل سبعة متظاهرين برصاص قوات الامن، واستمرت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين يفترض انهم ينتمون لتنظيم «القاعدة» في زنجبار، عاصمة محافظة ابين، اضطربت العاصمة صنعاء مجددا امس حيث هاجمت قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المسلحين القبليين التابعين لشيخ مشايخ «حاشد» صادق الاحمر، ما اسفر عن سقوط سبعة قتلى.
في هذه الاثناء، اعلن المتحدث باسم «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان ان المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية اصبحت «في حكم المنتهية» بسبب اصرار الرئيس على رفض التوقيع على الاقتراح المتعلق بالمرحلة الانتقالية للسلطة. واوضح قحطان ان هذا الموقف ابلغ الى دولة الامارات التي تتولى حاليا رئاسة مجلس التعاون الخليجي وذلك في رسالة سلمت الى سفيرها في صنعاء عبد الله المزروعي.
وفيما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «الهجمات العشوائية» التي تنفذها قوات الامن اليمنية ضد تجمعات المتظاهرين المناهضين للنظام اليمني، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان استخدام القوة في تعز قد «صدمها»، وكررت مطالبتها صالح بالتوقيع «فورا» على اتفاق انتقال السلطة الخليجي «من دون ذرائع جديدة».
وقتل سبعة اشخاص بالرصاص الحي عندما اطلقت القوات الامنية النار على المتظاهرين في تعز. وذكر شهود ان خمسة متظاهرين فارقوا الحياة بين ايدي رفاقهم، فيما اكد مصدر طبي مقتل اثنين. وفي وقت لاحق، افاد شهود ان حشودا من ابناء الارياف المجاورة لتعز كانوا يحاولون الدخول الى المدينة للتظاهر واشتبكوا مع الشرطة فسقط قتيلان. وذكر الشهود ان حالة فوضى تعم احدى اكبر مدن اليمن، واضافوا ان الشوارع مقطوعة بالحجارة من قبل المحتجين. واكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار امني كثيف لمنع تشكل تظاهرات ضخمة يسعى المحتجون المطالبون باسقاط النظام الى تنظيمها، غداة اقتحام واخلاء ساحة الاعتصام في تعز بالقوة ما اسفر عن عشرات الضحايا. واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ان اكثر من 50 شخصا قتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني منذ الاحد الماضي في تعز.
الى ذلك، قتل سبعة من انصار الزعيم صادق الاحمر خلال الاشتباكات التي اندلعت مع القوات الموالية لصالح وخرقت الهدنة بين الطرفين. واكد مصدر مقرب من قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الاحمر الذي انضم الى حركة الاحتجاج المعارضة، ان مقره في صنعاء اصيب بقذيفتين خلال المعارك الدائرة في صنعاء، ما أسفر عن سقوط 4 إصابات في صفوف أتباعه. وكان نائب وزير الاعلام عبده الجندي قال في وقت سابق ان «قوات الفرقة الاولى مدرعة التي يقودها علي محسن شاركت في المواجهات الدائرة في حي الحصبة وقصفت بالمدفعية مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الحاكم». وحذر عبده الجندي من «ان قصف مقر الحزب الحاكم يفتح الباب امام استهداف القوات الحكومية مقرات حزب الاصلاح وبقية احزاب المعارضة».
وكانت المعارك العنيفة تجددت في صنعاء قبل فجر امس بعد هدوء نسبي استمر اربعة ايام. ودارت المواجهات في حي الحصبة، شمالي صنعاء، حيث منزل الاحمر. وسمع دوي قذائف هاون تلاها تبادل لاطلاق النار، فيما استمرت المواجهات العنيفة طوال النهار بشكل متقطع.
واتهمت السلطات صادق الاحمر بانهاء الهدنة، في مقابل اتهام مصادر قريبة من الاحمر السلطات باطلاق النار مجددا على منزل الزعيم القبلي. واوضحت المصادر ان مقاتلي الاحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الادارة المحلية بعدما كانوا قد سلموه الى الوسطاء القبليين الذين تفاوضوا في شأن الهدنة مع السلطات اليمنية. وقال شهود ان سحابة من الدخان الاسود تصاعدت من منزل الاحمر الذي اعلن هدنة الجمعة الماضي بعد ثلاثة ايام من مواجهات خلفت 68 قتيلا على الاقل.
من جهة اخرى، قتل 13 جنديا واصيب عشرات آخرون بجروح في هجومين احدهما انتحاري ومواجهات مع مسلحين يفترض انهم من «القاعدة» في زنجبار. وقال مصدر امني ان مسلحين من التنظيم هاجموا نقطة عسكرية في دوفس، على مشارف المدينة، «ما اسفر عن مقتل اربعة جنود واصابة عشرة آخرين». كما افاد مصدر طبي من مستشفى الجمهورية في عدن بأن جريحين توفيا متأثرين بجروحهما. وذكر شهود عيان ان المسلحين اقدموا بعد الهجوم على إحراق عشر آليات عسكرية.
كذلك، قتل خمسة جنود يمنيين واصيب 23 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبا عسكريا عند النقطة العسكرية ذاتها. وانفجرت السيارة لدى مرور قافلة من آليات الجيش آتية من عدن تعزيزا للواء «25 ميكانيكي» الذي يحاصره مسلحون. واسفرت المواجهات في المدينة وجوارها منذ الجمعة الماضي عن سقوط 43 قتيلا عسكريا ومدنيا حتى الآن بحسب مصادر امنية وشهود.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد