بعد موجة البرد والأمطار...أوضاع إنسانية مأساوية لمهجّري القنيطرة في تجمّع جديدة الفضل

كان اللـه في عون المهجرين من محافظة القنيطرة والمقيمين في شبه مركز إيواء ما يسمى «بنايات الخياط»، فبعد حالات التهاب الكبد الوبائي هاهم اليوم يستقبلون اللايشمانيا، ولأن مراكز جديدة ليس فيها علاج فقد تم تحويل الحالة إلى مشفى المجتهد بدمشق، ولعله من المفيد قوله بصراحة متناهية إن بنايات الخياط تصلح لكل شي إلا أن تكون مركزا لإيواء المهجرين، فلا نوافذ ولا أبواب ولا أرضية جيدة ولا حمامات ولا مرافق عامة ولا ماء ولا كهرباء ولا ولا ولا....، واليوم داهمنا البرد والأمطار والأغلبية من المهجرين هم من الأطفال وكبار السن ولا ملاذ آخر يحميهم، فأصحاب العقارات والمكاتب رفعوا آجار العقارات.

اليوم مهجروا ما يطلق عليهم «بنايات الخياط» بحاجة إلى ما يسد رمقهم من ماء وكهرباء والأهم من ذلك كله المازوت من أجل التدفئة، وكم كنا نتمنى لو قامت محافظة القنيطرة باستئجار أبنية مسبقة الصنع وأقامتها في المناطق الخالية في جديدة الفضل أو أي مكان آخر تراه مناسباً يلبي حاجة المهجرين، ولكن ما حدث، إقامة المهجرين في مشروع الخياط يتطلب توفير احتياجات المهجرين من عوازل أرضية وشوادر ونايلون من أجل إغلاق النوافذ والأبواب ومستلزمات الإنارة من شمع أو أجهزة إضاءة، إضافة إلى زيادة المخصصات من البطانيات والحرامات السميكة والتي تفي بالغرض، عدا عن إقامة وتنفيذ مرافق عامة وتوفير المياه الصالحة للشرب خاصة بعد قيام الباعة الجوالين برفع الأسعار بنسبة 25% والمبرر غلاء المازوت، حيث كان يباع الخزان سعة 5 براميل بمبلغ نحو 350-400 ليرة أما اليوم فارتفع سعره إلى 500 ليرة سورية، أما مياه الشرب فارتفع سعر 10 لترات من 25 ليرة إلى 35 ليرة، وهذه الزيادات بالأسعار جاءت دون حسيب أو رقيب، وهذا بحد ذاته عبء إضافي على المهجرين، والمطلوب من الهلال الأحمر تأمين خزانات للمياه تماماً كالتي وضعتها في مراكز الإيواء على ارض المحافظات، وأن يقوم الهلال الأحمر بزيارات دورية للوقوف على واقع المهجرين من النواحي الاجتماعية والإغاثية والنفسية والصحية، فكما هو معلوم هناك عيادات متنقلة للهلال الأحمر ومتخصصة بمراكز الإيواء.

الدكتور جمعة حسن رئيس فرع الهلال الأحمر بالقنيطرة أكد التنسيق الكامل مع المنظمة فيما يتعلق بتأمين الاحتياجات الإغاثية والإنسانية للمهجرين المقيمين في جديدة الفضل والبلد، وتم الاتفاق بأن يقوم الهلال الأحمر فرع الريف بتقديم جميع المستلزمات المتوفرة، منوهاً بالاهتمام الكبير الذي يلقاه أبناء القنيطرة المهجرين من اللجنة العليا للإغاثة.

بدوره الدكتور عوض العلي مدير صحة القنيطرة أكد استمرار العمل في المركز الصحي في جديدة عرطوز الفضل على مدار الساعة وقد تم وضع جدول مناوبات للعاملين، حيث بإمكان المواطنين والمهجرين في التجمع المذكور تلقي العلاج المناسب، والخدمة التي يقدمها المركز بعد الدوام الرسمي تتمثل بالإسعاف والضماد والطوارئ، لافتاً إلى أن المديرية باشرت في افتتاح عيادات تخصصية في مركز تجمع جديدة الفضل والإجراءات مستمرة لتأمين جميع المستلزمات والأدوية المزمنة تخفيفاً عن أبناء محافظة القنيطرة ولتقديم الخدمة الصحية الأمثل والأفضل.

المصدر: الوطن