بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار.. استثمار الحدائق المنزلية لزراعة الخضر
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وضعف القدرة الشرائية عند أغلبية العوائل السورية، وارتفاع أسعار الخضر والمواد التموينية والداخلة في المائدة اليومية، كان لابد للبعض من البحث عن بدائل للتعويض عن عدم تأمين متطلبات المعيشة، وبعيداً عن أسعار المواد والخضار في محافظة القنيطرة والأعباء الكبيرة التي تترتب على الأسر المقيمة بتلك المحافظة جراء نقل المواد من دمشق إلى أرض المحافظة، ولأن ما نطرحه من هموم لأبناء المحافظة لا تروق للبعض، فإننا سنتناول اليوم كيفية استثمار حدائق المنازل والصناديق البلاستيكية لزراعة الخضر والاستفادة منها في الطبخ والمونة ما دامت الأرض موفرة والماء كذلك.
و كما يقولون حقا الحاجة أم الاختراع واللافت أن هذه الواقعة ليست جديدة على أبناء القنيطرة ولكنها اليوم أصبحت معممة على الجميع فزراعة الفول والبازلاء من الأولويات ولايكاد يخلو منزل بالقنيطرة من تلك المزروعات، إضافة إلى الكوسا والفاصولياء والبصل والحشائش المختلفة، وتبدو الأمور مقبولة من أبناء القنيطرة في ظل تأمين مونة كاملة من مادتي الفول والبازلاء، فسعر الفول البلدي (اليوم 26 نسيان) في المحال التجارية بالقنيطرة نحو 115 ليرة، والبازلاء فوق 200 ليرة ولا يتم بيعها أو توفيرها في المحال أو عند الباعة إلا عند الطلب من الزبون، أما الخيار فسعره 180 ليرة والبندورة 150.
وتمكن أبو حمزة من استثمار 100 م2 من حديقة منزله لزراعة الفول والبازلاء وبعض الحشائش الأخرى المختلفة كالجرجير والكزبرة والنعنع والبصل وغيرها، مؤكداً أن مونة الفول كانت ممتازة وأعطت الأرض كمية جيدة، من دون أن ينسى تأمين والديه من المونة لهذا العام، لافتا إلى أن وجود الأرض جاء لرحمة لكثير من المواطنين جراء الأسعار الجنونية لكثير من الخضراوات.
أما السيدة أم بهجت فهي الأخرى استثمرت أرض الجيران المجاورة لمنزلها وقامت بزراعتها بالخضراوات والحشائش والنتيجة مونة طويلة أيضاً من الفول والبازلاء، على حين أن السيدة أم أحمد استثمرت (البرندا) وقامت بزراعة البصل في صناديق بلاستيكية أو من (الستربول) والنتيجة إنتاج نظيف وجيد والاستغناء عن الأسواق وأسعارها اللاهبة، والحقيقة أن الأمثلة كثيرة ونكاد نجزم أن جميع أبناء القنيطرة ومن يملكون حدائق منزلية قاموا بزراعتها واستثمارها والاستفادة منها، وللمرة الأولى تكون النسبة 100%، حيث كان في السابق الاهتمام بزراعة الورود ونباتات الزينة في الحدائق المنزلية لأن الأسعار كانت رخيصة والقدرة الشرائية لدى الأهالي كبيرة على شراء كميات أكثر من احتياجاتهم، فالبندورة كانت تباع بالصناديق وخاصة (الحورانية) وثمن (السحارة) خمسون ليرة وكذلك بالنسبة للبصل وغيرها من الخضر، أما في الآونة الأخيرة فقد اعتاد الكثير من أبناء القنيطرة ثقافة الاستهلاك وشراء الخضر بـ(الحبة).
خالد خالد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد