بريطانيا تراقب مواطنيها عبر قمامتهم

06-03-2010

بريطانيا تراقب مواطنيها عبر قمامتهم

مراقبون من ملايين الكاميرات، ومن شبكة تجسس منزلية سرية. يحق للبريطانيين أن يمتعضوا من آخر تهديد لحياتهم الخاصة: مستوعبات النفايات الذكية التي تقيس حجم ما يرمون فيها.
وعلى الرغم من أن هذه التقنية تعود إلى نحو عقد من الزمن، تقول مجموعات الدفاع عن حقوق الخصوصية، ان عدد السلطات المحلية التي تزود مستوعباتها للنفايات بمجسات من نوع ما، قد تزايد بشكل كبير في العام الأخير، بمساحة تعني حوالى 2.6 مليون منزل بريطاني.
وتقول مجموعة «بيغ بروذر ووتش» ان هذه الممارسة قد تؤدي إلى جعل البريطانيين يدفعون رسوما مرتبطة بحجم النفايات التي يرمونها، وتمكن الحكومة من العلم بمحتويات قمامتهم: «وضع الرقائق الالكترونية في المستوعبات، بما يمكنها من تفحص وزن ومحتوى نفايات المنازل، يقدم للحكومة معلومات عن الحياة الفردية الخاصة، ليس لديها الحق في امتلاكها.
وقد بدأت عملية وضع المجسات الالكترونية في مستوعبات القمامة في بريطانيا، منذ حوالى 8 أعوام، وفي العام 2006 قال وزير البيئة البريطاني حينها بن برادشوو للبريطانيين، انه قد يتحتم عليهم يوما ما دفع رسوم مرتبطة بكمية النفايات التي تصدرها منازلهم، معتبرا أن ذلك سيدفع الناس إلى التقليل من الهدر، وتشجيع إعادة التدوير، ثم قام خلفه ديفيد ميليباند برفع حظر كان يمنع السلطات المحلية من تقديم المحفزات المالية لإعادة التدوير، ما يفتح الطريق امام استعمال رقائق مراقبة المستوعبات.
وطبيعة هذه الرقائق ـ كما هدفها المحدد ـ تختلف من منطقة بريطانية إلى أخرى: بعضها يهدف إلى قياس وزن النفايات المتكدسة، وأخرى تهدف إلى تحديد مكان المستوعبات أو التأكد من إفراغها، فيما لم يستعمل أي منها حتى الآن لجعل المواطنين يدفعون بحسب ما يرمون من نفايات.
وبينما تستخدم هذه التقنية في دول أوروبية أخرى، أدت الاقتراحات بجمع رسوم من المواطنين على أساس ما يرمون من نفايات، إلى موجات استنكار، ظهرت بشكل خاص في الصحافة البريطانية. فالبريطانيون هم أصلا خاضعون لأكثر أنظمة المراقبة انتهاكا للخصوصية في الغرب، كما أن المسؤولين الأمنيين قد حاولوا مرارا التمكن من مراقبة كل الرسائل الالكترونية والمكالمات الهاتفية.
وتعتبر «بيغ بروذر ووتش» أن تزايد عدد الرقائق يعني أن المسؤولين المحليين «ينشرون بنيتهم التحتية بعيدا عن الأضواء بانتظار المضي قدما في مشروعهم مراقبة عاداتنا في رمي النفايات، حين يصبح المناخ السياسي والعام أكثر ملاءمة».

المصدر: أ ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...