بحر إيطاليا يبتلع مئات المهاجرين

04-10-2013

بحر إيطاليا يبتلع مئات المهاجرين

مرة جديدة تشكّل أعماق الأبيض المتوسط حاجزاً أمام يأس الجنوب الحالم بأساطير السواحل الشمالية، حيث لقي، أمس، أكثر من 130 مهاجرا يتحدرون من دول القرن الأفريقي حتفهم لدى غرق زورق كان يبحر في اتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية، كما أفادت حصيلة غير نهائية مرشحة للزيادة، لواحدة من أسوأ مآسي الهجرة في السنوات الأخيرة.
وتقول السلطات الإيطالية إن الزورق، الذي انطلق من ليبيا، كان ينقل بين 450 إلى 500 مهاجر، بينهم نساء وأطفال، وان 159 فقط أنقذوا، ما يحمل على التخوف من بلوغ الحصيلة نحو 300 قتيل.
وبعدما كانت الحصيلة الأولية للقتلى 93، فقد عثر غطاسو خفر السواحل على 40 جثة جديدة في وحول الزورق، الذي يصل طوله إلى 20 متراً والذي استقر مقلوباً على عمق أربعين مترا. وسُجيت الجثث التي انتشلت من المياه على رصيف الميناء الإيطالي، في مشهد ينذر بواحدة من أسوأ الكوارث في سجل الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا.
وسبق هذا الزورق زورقان آخران وصلا إلى السواحل الإيطالية ليلاً. فقد وصل زورق يمتلئ بالسوريين، قيل إنّ عددهم 463 مهاجراً وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، عند الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، تبعه آخر كان على متنه أريتريون عند الساعة الثانية فجراً، بينما لم يصل الثالث أبداً.
وكان المهاجرون، ومعظمهم من الصومال واريتريا، انطلقوا من السواحل الليبية بالقرب من العاصمة طرابلس. وقد وقع الحادث على بعد نصف ميل، حوالي 800 متر، من الساحل، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وحول أسباب الحادث، قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي انجلينو الفانو إن المياه بدأت تدخل زورقهم «وخوفا من أن يغرق، أشعل المهاجرون غطاء للفت الأنظار، لكن ذلك احدث حريقا ثم جنح الزورق» بسبب تجمع المهاجرين في جهة واحدة. وقال «إنها مأساة أوروبية، وليست ايطالية فقط»، مطالبا بأن يتمكن بلده من إرسال دورياته «إلى ابعد من مياهه الإقليمية».
وقال الصياد رافايلي كالوبينتو انه جاء لمساعدة المهاجرين. وأضاف «رأينا عددا هائلا من الرؤوس واحتاج سحب كل منها الى نصف ساعة لأنها كانت تنزلق».
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية التونسية أن إيطاليا أوقفت الربان وهو تونسي. وقالت الوزارة، في بيان، إن السلطات الإيطالية أبلغت القنصلية التونسية في مدينة باليرمو الإيطالية انه «تم التحفّظ على ربّان المركب المذكور، وهو تونسيّ الجنسيّة».
وبعثت رئيسة بلدية لامبيدوزا جوزي نيكوليني ببرقية ساخرة إلى رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا، الذي أعلن الحداد اليوم، وطلبت منه «أن يأتي ليعد الموتى معها»، متهمة أوروبا، بأسى، «بالتغاضي عن المجزرة الألف للأبرياء والتي وقعت أمام نظرها».
بدورها، طالبت وزيرة الاندماج الايطالي سيسيل كينجي، المتحدرة من جمهورية الكونغو الديموقراطية وأول سوداء في حكومة ايطالية، بتنسيق أوروبي لإقامة «ممرات إنسانية لإضفاء مزيد من الأمان على هذه الممرات التي تستخدمها منظمات إجرامية».
وكتب البابا فرنسيس تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» دعا فيها للصلاة لضحايا حادثة الغرق، مضيفاً أنّ «الكلمة التي ترد الى العقل هي العار. دعونا نوحد قوتنا حتى لا تحدث مثل هذه المآسي مرة أخرى على الإطلاق».
يذكر أنّ يوم الاثنين الماضي غرق 13 مهاجرا معظمهم من اريتريا أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة راغوزا في جنوب شرقي صقلية بعدما قفزوا أو ألقى بهم مهربون في البحر من مركب كان ينقل 200 مهاجر أو لاجئ. ومطلع شهر آب الماضي، وقع حادث مماثل قبالة سواحل كاتانيا شرقي صقلية عندما غرق ستة مصريين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...