بان كي مون يجول على ضحايا "إيبولا" في القارة السمراء
أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال جولة على ضحايا "إيبولا" في القارة السمراء شملت الدول الثلاث التي يتفشى فيها الفيروس في غربي أفريقيا، التزام الأسرة الدولية العمل على تطويق الوباء والمساعدة على إعادة بناء أجهزتها الصحية المنكوبة لتفادي تكرار المأساة.
وقال بان كي مون، إثر وصوله الى سيرالون، البلد الذي سجل العدد الأكبر من الإصابات (أكثر من 8500 أي حوالى نصف الإصابات)، وحيث استقبله وزير الخارجية سامورا كامارا "لقد تحركت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمساندتكم".
وقال بان للممرضين في مركز علاج "ايبولا" في هاستنغس، بالقرب من العاصمة فريتاون، غرب البلاد، حيث تسجل أعلى نسبة في الإصابات، وحيث تنفذ السلطات الصحية حملة من بيت لبيت بدأتها، أمس الأول، للكشف عن المرضى غير المسجلين "أنتم أبطال".
وأعلنت السلطات الصحية أن الحملة أتاحت اكتشاف نحو ستين مريضاً، خلال اليوم الأول في المنطقة الأكثر معاناة والتي تضم العاصمة فريتاون.
وقالت السلطات إن الهدف من الحملة هو كسر حلقة انتشار الفيروس. ويتم التركيز على21 بؤرة للمرض وتستمر حتى نهاية السنة من أجل نقل المرضى المحتملين الى مراكز صحية للتحقق من إصابتهم بالفيروس.
وأعلنت السلطات إقالة 60 من أعيان القرى في منطقة واترلو المجاورة لفريتاون، لأنهم لم يحضروا اجتماع التوعية الذي دعي إليه 105 منهم.
وقال بان كي مون "إن استراتيجية التعبئة ضد إيبولا تعمل بشكل جيد في بعض المناطق"، معرباً عن أمله في أن تحقق الحملة نتائج مماثلة لتلك التي يجري تسجيلها في ليبيريا التي أحصت أكبر عدد من الوفيات، ولكنها تشهد تراجعاً في الإصابات الجديدة.
وأضاف المسؤول الأممي: "نريد عودة أبنائنا الى المدارس، وزراعة الحقول واستئناف العمل في الأسواق. وبالإضافة الى وقف تقدم ايبولا علينا أن نبني أنظمة صحية وبنى تحتية تمنع تكرار مثل هذا الأمر في المستقبل".
وفي مونروفيا، عقد بان مؤتمراً صحافياً مع رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف، عبر خلاله عن تفاؤل حذر بقوله "لدينا اليوم اسباب تجعلنا نتفاءل بحذر في القضاء على هذا الوباء الرهيب. انتشار الفيروس يتباطأ في ليبيريا. استراتيجية التعبئة التي نعتمدها تعطي نتيجة".
وأضاف بان "لا يمكن التراخي في جهودنا الآن"، معبراً عن "إعجابه الكبير وتقديره للالاف من المسعفين الأفارقة والدوليين الذين يساهمون في إنقاذ حياة الناس على خط الجبهة". وخص بالذكر الولايات المتحدة التي أرسلت آلاف العسكريين والمدنيين الى ليبيريا. وقال: "سنبقى معكم حتى تتم السيطرة على الوباء ويتعافى البلد".
وقال بان "يجب ان نكثف جهودنا لإعادة تشغيل الخدمات الإجتماعية الأساسية وتعزيز خدمات الصحة ودعم النشاط الاقتصادي وتعزيز قدرات البلد".
والتقى بان كي مون مسؤولي بعثة الأمم المتحدة لمكافحة "إيبولا" وبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا وزار وحدة طبية يشرف عليها الجيش الأميركي.
ويرافق بان في جولته التي بدأها من اكرا، ثم وصل الى ليبيريا اليوم، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الطبيبة مارغريت تشان، ومنسق الأمم المتحدة لمكافحة الوباء ديفيد نابارو ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمكافحة "إيبولا "انتوني بانبوري.
وتوجد في ليبيريا بعثة للامم المتحدة تضم نحو 8600 عنصر من المقرر أن يغادروا في نهاية العام 2015.
ويزور بان كي مون، غداً السبت، كوناكري، عاصمة غينيا، حيث دمر حريق لم يحدد سببه، أمس، مستودعاً في المطار يضم مواد مخصصة لمكافحة "إيبولا".
وقبل العودة الى غانا، يختتم الأمين العام للامم المتحدة جولته غداً في باماكو في مالي، التي كانت آخر الدول التي وصلها المرض، لكن لم يعد فيها مصابون ولم تسجل فيها إصابات جديدة منذ أسابيع.
وتفيد آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية في 14 كانون الأول الماضي، أن موجة الوباء الحالية وهي الأخطر منذ اكتشاف الفيروس في غرب أفريقيا في العام 1976، وبدأت في كانون الأول العام 2013 في جنوب غينيا، أدت الى وفاة 6913 شخصاً من أصل 18 الفاً و603 أصيبوا بالمرض. وأكثر من 99 في المئة من هؤلاء موجودون في ليبيريا وغينيا وسيراليون.
من جهة ثانية، أعلن في هولندا عن شفاء جندي نجيري من الأمم المتحدة من اصابته بمرض "ايبولا" وانه بات بوسعه العودة الى بلاده، وفق المعهد الهولندي للصحة والبيئة.
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد