باكستان: تفجير ضريح شاعر صوفي تحبه النساء
فجر متشددون في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان ضريح الشاعر البشتوني عبدالرحمن والمعروف بـ«رحمن بابا» والذي اشتهر بشعره الصوفي في القرن السابع عشر، وما زال يحظى بتقدير في باكستان وأفغانستان، خصوصاً في الأوساط النسائية التي تعتبره شاعراً رومانسياً.
ولم يصب أحد في الهجوم الذي نفذ قبل الفجر، لكن أضراراً بالغة لحقت بهيكل الضريح، علماً ان عشرات الزوار، خصوصاً العشاق، يتوافدون يومياً على الضريح المشيد من الرخام الأبيض والذي بني على مشارف مدينة بيشاور. وابلغ سكان محطة «دون نيوز» التلفزيونية ان متشددين وجهوا أخيراً تحذيرات لمنع النساء من زيارة الضريح.
في الوقت ذاته، واصل المتشددون حملاتهم في مناطق كثيرة لمنع ممارسات يعتبرونها مسيئة بينها الموسيقى والرقص، ودمرت عبوة يدوية الصنع فجرت في سوق في مدينة تختباي شمال غربي بيشاور، 16 متجراً لبيع أشرطة الموسيقى والفيديو، لكن من دون ان تسفر عن ضحايا بسبب وقوع الانفجار ليلاً. كذلك أطلقت عناصر من «طالبان - باكستان» نحو عشرين قذيفة «هاون» على مركز للشرطة في بيشاور، لكنها أخطأت هدفها وسقطت في أراض بور.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الباكستانية أنها تعرفت الى هوية المسؤولين عن الهجوم الذي تعرض له فريق الكريكيت السريلانكي في لاهور هذا الأسبوع، وهو الهجوم الذي سبب صدمة بسبب ولع الباكستانيين بهذه الرياضة، إضافة الى محاكاة الهجوم، للاعتداءات التي شهدتها بومباي أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما تسبب في أزمة مع الهند.
وقال سلمان تيسير حاكم إقليم البنجاب في مؤتمر صحافي: «تعرفنا الى هوية منفذي العملية، اعتقلنا بعضهم ونتعقبهم».
وقال آصف رشيد مفتش الشرطة في لاهور إن رسوم المسلحين الأربعة الذين يبدو أن أعمارهم تتراوح بين 25 و30 سنة أعدت وفقاً لروايات قائد سيارة وسائق عربة ريكشو (ثلاثية العجلات). وانتقد حَكَمان استراليان وآخر إنكليزي حوصروا خلال الهجوم، الإجراءات الأمنية، وقالوا إن قوات الأمن الباكستانية تركتهم بمجرد أن بدأ المسلحون إطلاق النار على الرياضيين الثلثاء الماضي.
وفي سياق التحقيقات الخاصة بالهجوم الذي أسفر عن سقوط ثمانية قتلى، اقرّ خوسرو برويز رئيس الادارة المحلية في لاهور بأن ثغرات أحاطت بمهمة الجهاز الأمني الذي كلف حماية المنتخب السريلانكي، ما سمح للمهاجمين الـ12 بالفرار سيراً على الأقدام، أو على متن عربات ثلاثية العجلات، أو دراجات نارية بعد الهجوم.
واعترف أيضاً بأن مصادر استخباراتية كشفت ان محققين حذروا السلطات من شن الهجوم، «ما يعني أن إجراءات الأمن الخاصة بالمنتخب السريلانكي كان يمكن أن تكون أفضل بكثير».
واعتقلت السلطات عشرات المشبوهين، لكن من دون ان يؤدي ذلك الى اعتقال المنفذين، على رغم رصد حكومة إقليم البنجاب مكافأة قدرها 125 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنهم.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد