اهتزاز الأمن الأخلاقي بمصر بسبب قبلة ورشة عطر
أثار قيام فتاة ترتدي ملابس ساخنة بالترويج لمنتجات شركة عطور بنادي اجتماعي شهير بالقاهرة عن طريق منح قبلة لكل رجل يشتري منها، ردود فعل غاضبة في مصر. واعتبرها خبير اعلامي تطورا خطيرا في أنماط المجتمع وسلوكياته الاقتصادية، أدى لظهور مهن وضيعة مقابل عائد مجز للعاطلين عن العمل.
وكانت جريدة "المساء" الحكومية المصرية نشرت الأحد 3-2-2008 خبرا يقول"صدق أو لا تصدق.. هذا يحدث في مصر الآن.. سيارة نقل كبيرة تقف بجوار حمام السباحة الأوليمبي بنادي الشمس (في حي مصر الجديدة الراقي، ويقع على الجهة الأخرى لشارع جسر السويس الذي يفصله عن حي عين شمس الشعبي) تبيع أحد منتجات شركة عطور وبجوار السيارة تقف فتاة في حوالي العشرين من عمرها ترتدي ملابس ساخنة تقبل كل من يشتري العطر".
وأضافت الصحيفة أن "أحد الشباب أخبرها ان معه 5 جنيهات فقط فقالت له أنت لا تستحق سوى التسليم باليد. وفتاة تقدمت لشراء العطر لكنها لم تحصل على قبلة لأن القبلات للشباب فقط حسب كلام صاحبة الملابس الساخنة".
وجاء في الخبر أن "شركة العطور وزعت مطبوعات تحمل صورة شفتين ومكتوباً عليها مع كل رشة من العطر تأخد بوسة.. ومع العطر في عيد الحب تاخد 100 بوسة".
ووصف الصحافي محمد الباز المدرس بكلية الاعلام بجامعة القاهرة، هذا الأسلوب بأنه "الدعاية بالدعارة". وقال "مهما يكن الأمر فإن هذه دعاية تفتقد اللياقة الاخلاقية، فمن حق هذا المجتمع بأغلبيته المتدينة ألا يخدش حياءه أحد".
وأضاف الباز بأن الأزمة الاقتصادية وانتشار البطالة جعل الطبقة المتوسطة تحت وطأة الضغوط المعيشية تدفع بناتها لقبول وظائف من هذا النوع، لينفقن على احتياجاتهن ولأن هناك عائد مجز وراء ذلك".
وأشار إلى أنه في اطار هذه المتغيرات ظهرت ما أطلق عليه علماء الاجتماع "دعارة العذارى" وتتمثل في بنات يستأجرهن رجال أعمال "لترطيب" جلسات البزنس مقابل مبالغ معينة، وتقبل أن تقوم بأي شئ ما عدا الجنس الكامل".
وقال الباز: ما يدفع إلى ذلك منظومة رخوة، فالمجتمع المدني لم يعد مهتما إلا بمسألة التمويل وما يحصل عليه من أموال، والنظام نجح على مدى ربع قرن في جعل احتياجات الناس تقتصر على البحث عن رغيف الخبر والوفاء بتكاليف الدروس الخصوصية للأبناء".
ويرى الباز سببا آخر في ظهور هذه الأنماط الشاذة وهو التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال الرخيصة التي جعلت الشباب من الجنسين يطلعون على عوالم غريبة عنهم ويسعون إلى دخولها ولكنهم لا يجدون تكاليف ذلك فيبحثون عن هذه الوظائف الغريبة.
وتحدث أيضا عن انتشار "الدعارة الرجالية" بين بعض الشباب، لدرجة أن التحقيقات بشأن سائحة فرنسية عثر عليها مقتولة في حي المهندسين الراقي توصلت إلى أن شابا كان يؤجر نفسه لها لاشباع حاجتها الجنسية. كما أن هناك شارعا في حي مصر الجديدة بدأ يعرف بحالات "الرجال الأعمدة" أي الذين يقفون على ناصيته لتلبية احتياجات النساء اللاتي يمررن عليهن ويأخذهن بسياراتهن".
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد