انـتـخـابـات بـابـا الأقـبـاط: أسـقـفـان وراهـب إلـى «الـقـرعـة»
اختار مسيحيو الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، يوم أمس، أسقفين وراهباً، للدخول في «القرعة الهيكلية» التي تجرى يوم الأحد المقبل، والتي ستحدد اسم البابا الثامن عشر بعد المئة للكرازة المرقسية، خلفاً للبابا الراحل شنودة الثالث.
وبعد يوم انتخابي اتسم بتنظيم وهدوء شديدين، أعلن قائم مقام البابا الأنبا باخوميوس، في بيان تلاه عقب انتهاء عملية فرز الأصوات مساء أمس في مقر الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية في القاهرة، أن الأنبا رافائيل، والأنبا تاودروس، والقمص (الراهب) رافائيل أفامينا، قد اختيروا من قبل الناخبين الأقباط للدخول في «القرعة الهيكلية»، التي ستحدد اسم البابا الجديد.
وقال الأنبا باخوميوس إن نسبة التصويت في الانتخابات بلغت 93 في المئة (2256 من أصل 2417 ناخباً، ويضاف إليهم خمسة من ممثلي الكنيسة الإثيوبية)، وتم تسجيل صوتين باطلين فقط.
وأضاف أن الانتخابات أفضت إلى حصول الأنبا رافائيل على 1980 صوتاً، والأنبا تاودروس على 1623 صوتاً، والقمص رافائيل أفامينا على 1530 صوتاً، والقمص سارافيم السرياني على 680 صوتاً، والقمص باخوميوس السرياني على 305 أصوات، علماً بأن لائحة انتخاب البابا تسمح للناخبين باختيار مرشح أو أثنين أو ثلاثة.
ويحظى الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، والملقب باسم «الأسقف الزاهد»، بدعم العديد من أساقفة الكنيسة المصرية، وأبرزهم أسقف الشباب الأنبا موسى، وهو يعد من أكثر الأساقفة نشاطاً، ويحظى بشعبية واسعة برغم ابتعاده عن الإعلام. والأنبا رافائيل، واسمه العلماني ميشال عريان حكيم، من مواليد العام 1958 في القاهرة. وقد حصل على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة عين شمس (1982)، وبكالوريوس الكلية الإكليركية (1984). ومن أبرز آرائه السياسية المثيرة للجدل موقفه من تظاهرات الشباب القبطي، حيث قال إن الاعتراض يجب أن يكون ضمن القنوات الشرعية..
أما الأنبا تاودروس فهو من تلاميذ قائم مقام البابا الحالي الأنبا باخوميوس، وقد جاء ترشيحه لمنصب البابا من قبل الأنبا رافائيل. والأنبا تاودروس، واسمه العلماني وجيه صبحي باقي سليمان، من مواليد المنصورة في العام 1952، وهو حاصل على بكالوريوس صيدلة من جامعة الإسكندرية (1975)، وقد عمل مديراً لمصنع أدوية في دمنهور قبل ذهابه إلى دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، حيث ترهبن في العام 1988، ونال درجة الأسقفية في العام 1977. ويرى الأنبا تاودروس أن ثمة ضرورة للم الشمل من خلال جذب أقباط المهجر، والحوار مع الشباب القبطي، ويشدد على ضرورة تعزيز علاقة الأخوة بين المسيحيين والمسلمين. ومن آخر تصريحاته أنه «يتمنى أن يكون البابا القادم امتداداً للبابا كيرلّس والبابا شنودة».
أما القمص رافائيل أفامينا، واسمه العلماني رافائيل صبحي توفيق، فكان تلميذ البابا كيرلّس السادس، وهو من مواليد روض الفرج في القاهرة في العام 1942، وحاصل على إجازة في الحقوق من جامعة عين شمس (1964)، وقد ترهبن في دير مار مينا في العام 1969. يلقب القمص رافائيل بـ«بركة البركان» و«أسد الصحراء». ويقول أفامينا أنه في حال فوزه بالمقعد البابوي فسيطرح كل مشاكل الأقباط على المجمع المقدس والمجلس الملي. ويقول إنه سيتعامل مع الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين وكل طوائف المجتمع انطلاقاً من مصلحة الكنيسة والوطن.
وكانت عملية التصويت بدأت في الكاتدرائية المرقسية عند الساعة التاسعة صباحاً، واستمرت حتى الساعة الخامسة مساءً، حيث أدلى مئات الأقباط بأصواتهم لاختيار البابا الثامن عشر بعد المئة في تاريخ البابوات الذين جلسوا على كرسي الإسكندرية، بدءاً بالقديس مرقس، الذي نسب الكرسي البطريركي إلى اسمه، وصولاً إلى البابا شنودة الثالث الذي توفي في السابع عشر من آذار الماضي.
وصباح يوم الانتخاب، وجه الأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا، رسالة إلى الأقباط دعاهم فيها إلى الصلاة من اجل ان يختار الله راعياً للكنيسة.
كذلك، وجّه المتحدث باسم اللجنة الانتخابية الأنبا بولا رسالة إلى الأقباط، جاء فيها «لا تدع أحداً يتحكم في صوتك سوى الله وحده. صلِّ إلى الله واطلب إرشاده حتى تتفق إرادتك مع إرادة الله»، مبدياً أسفه لأن «بعض الأشخاص أرسلوا رسائل إلى بيوت الناخبين تطالبهم بانتخاب أشخاص بعينهم».
وطالب الأنبا بولا الناخبين بالتعاون والالتزام بخط سير الانتخاب «لأننا نريد ان نقدم انتخابات حضارية».
ويبقى الانتظار حتى يوم الأحد المقبل لاختيار البابا الجديد من خلال «القرعة الهيكلية».
وكان الأنبا بولا، شرح إجراءات القرعة الهيكلية بين المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات في انتخابات يوم أمس. وأوضح الأنبا بولا إن «القرعة ستبدأ بقداس يرأسه الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، وستكتب أسماء المرشحين الثلاثة على ثلاث أوراق بيضاء كبيرة متساوية، توضع أمام الجميع قبل أن يتم لفها، ووضع كل منها في حلقة معدنية منفصلة، وستختم بالشمع الأحمر، ثم توضع في إناء زجاجي كبير على منصة مرتفعة».
وتابع «سيصطحب الأنبا باخوميوس طفلا صغيرا معصوب العينين، لسحب ورقة واحدة من الإناء الزجاجي، ويكون الاسم المدون فيها هو البابا الجديد للكنيسة».
وحول كيفية اختيار الطفل الذي سيسحب الورقة قال الأنبا بولا «سيجرى حصر كافة الأطفال المتواجدين في الكاتدرائية في ذلك اليوم، وأنا شخصيا أفضل أن يكون طفلا من المهجر أو من الأطفال المعوقين أو المكفوفين».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد