انطلاق عملية القابون وبرزة والتحضير لمعركة «الغوطة الشرقية»
بالترافق مع استمرار استعدادات الجيش العربي السوري لإطلاق معركة «الغوطة الشرقية» ضد جبهة النصرة والميليشيات غير الملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، تواردت أنباء عن إطلاقه أمس عملية عسكرية في حيي برزة والقابون شمال العاصمة دمشق.
واستمر الجيش في حربه ضد الإرهاب فتقدم على حساب تنظيم داعش في ريف حمص الشرقي، بموازاة استمرار الغارات ضد «النصرة» في حماة ودرعا.
وعلمنا، من مصدر ميداني مطلع في غوطة دمشق الشرقية أن وفداً عسكرياً رفيعاً من الخبراء الروس يرافقهم عدد من ضباط الجيش العربي السوري تفقدوا أمس عدداً من نقاط الجيش ومواقعه في مناطق مخيم الوافدين وتل كردي وتل الصوان. وتشير الزيارة بحسب المصدر الميداني إلى الاطلاع على الواقع الميداني هناك والتنسيق المشترك تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد «النصرة» والميليشيات التي لم تلتزم باتفاق وقف الأعمال القتالية، إضافة إلى قيام تلك الميليشيات بمنع الأهالي من الخروج عبر معبر مخيم الوافدين الذي حدده الجيش لأهالي الغوطة الراغبين بالخروج، منذ الرابع من الشهر الجاري وكذلك للمسلحين الراغبين بتسوية أوضاعهم، دون أن يكشف المصدر توقيت انطلاق العملية.
مصدر ميداني آخر في جنوبي الغوطة الشرقية لم يستبعد الأنباء السابقة، مشيراً إلى استمرار الهدوء الحذر على جبهات النشابية وما حولها، وكذلك إلى انخراط جيش التحرير الفلسطيني مع الجيش العربي السوري في تلك المواقع، وأضاف «يبدو أن العملية ستكون واسعة جداً وشاملة على مختلف محاور الغوطة».
في غضون ذلك ذكر نشطاء على فيسبوك أمس أن الجيش بدأ عملية واسعة استهدف فيها مواقع «النصرة» في حيي القابون وبرزة البلد على أبواب دمشق الشمالية الشرقية.
وجاءت العملية، بعد استعدادات سابقة بدأها الجيش في مدخل القابون الشمالي الشرقي عندما انطلقت حملة منذ مدة لإزالة المخالفات المتواجدة بجانب طريق دمشق حمص الدولي.
وفي حمص ذكر مصدر ميداني في قيادة فوج مغاوير البادية، أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوى الرديفة تمكنت من التقدم باتجاه جبلي الطار والهيال المطلين على مدينة تدمر وباتت القوات العسكرية على مسافة قريبة من الجبلين وعملت على تثبيت نقاطها وتحصينها وتعزيزها لاستكمال تقدمهم والسيطرة على الجبلين الإستراتيجيين.
وأشار المصدر إلى أن وحدات من الجيش والقوى الرديفة تمكنت من بسط سيطرتها على منطقة الصمامات الواقعة على بعد نحو 12 كم من مثلث تدمر بعد فرض سيطرتها على مزارع الكلابية غربي منطقة البيارات الغربية في بادية تدمر الغربية، مؤكداً مقتل وإصابة عشرات الدواعش وتدمير عدد من آلياتهم وعرباتهم.
إلى ذلك قال مصدر عسكري في ريف حمص: إن قوات الجيش والقوى الرديفة عززت مواقعها في محيط منطقة البيارات بعد سيطرتها على مزارع الكلابية وعدة نقاط أخرى، مبيناً أن عناصر هندسة الجيش والسلطات المختصة تواصل عمليات التفتيش والتمشيط للألغام والعبوات الناسفة في المناطق التي تم السيطرة عليها، مؤكداً أنه تم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر ومدافع خلفها تنظيم داعش في منطقة البيارات ومن بينها مدافع جهنم. وأضاف: إن الجيش بالتعاون مع القوى الرديفة حقق تقدماً جديداً باتجاه حقلي المهر وجحار الواقعين شمال غرب مدينة تدمر وسط معارك عنيفة وبإسناد ناري مكثف من سلاحي الجو والمدفعية الثقيلة سقط خلالها أعداد من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.
وفي الوقت الذي شهد فيه حي الوعر خلال اليومين الفائتين تصعيداً عسكرياً لم يشهده منذ أشهر، ذكر المرصد أن قوات الجيش قصفت بقذائف الهاون مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ولم ترد أنباء عن إصابات، في حين أصيب 3 عناصر من قوات الجيش بجراح، إثر فتح «الفصائل الإسلامية» المتركزة في أطراف الحي لنيران قناصتها على مناطق في المشفى العسكري بمدينة حمص.
إلى حماة، حيث أكد مصدر إعلامي أن الطيران الحربي أغار على مواقع لـ«النصرة» في عطشان والصياد بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين، وامتدت الغارات إلى مواقع الجبهة في معربو والهبيط وركايا وسجنة والهبيط بريف إدلب الجنوبي وفي منطقة الجابرية والتمانعة بريف إدلب أيضاً، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين، وعرف من المقتولين مصطفى الحسين، ومن المصابين القيادي عبد العزيز البكري.
وفي إطار المعارك المحتدمة بين التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تصفي بعضها في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، فقد أكد مصدر إعلامي أن ميليشيا «جند الأقصى» قد أعدم 170 مقاتلاً من «كتائب العزة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» قبل انسحابهم من ريف حماة الشمالي وأغلبهم من كفر زيتا وجبل الزاوية.
كما سلم «جند الأقصى» آلياته الثقيلة إلى الحزب التركستاني الإرهابي المكلف بفض النزاع بين «الأقصى» من جهة و«النصرة»، وذلك في حرش خان شيخون وعلى حاجز المسلخ.
جنوباً في درعا تواصل تصدي الجيش لهجوم «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في إطار معركتها «الموت ولا المذلة» التي أطلقتها الأسبوع الماضي.
حمص: نبال إبراهيم – حماة: محمد أحمد خبازي- الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد