اليمن: 800 جريح في تعز ومدرعات في الشوارع
قالت مصادر محلية وشهود عيان وناشطون حقوقيون في تعز جنوبي اليمن، إن قتيلاً سقط وجرح المئات في مصادمات عنيفة وقعت بالمحافظة استخدمت فيها قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والضرب بالهراوات والعصي الكهربائية، وتباينت الروايات حيال هذه المواجهات . فبينما قالت المصادر المحلية إن المواجهات كانت بسبب مهاجمة قوات الأمن المعتصمين الذين كانوا يتظاهرون بشكل سلمي، نفى محافظ تعز خالد الصوفي سقوط قتيل في المواجهات، مشيراً إلى أن المتظاهرين قاموا بقطع الطرقات والشوارع الرئيسية وإحراق إطارات السيارات ورمي المواطنين ورجال الأمن بالحجارة، ما أدى إلى نشوب مصادمات .
وكان أحد قادة المعتصمين في محافظة تعز صلاح الدكاك قد وصف ما حدث بالمجزرة، وقال إن ما حدث “مجزرة ارتكبها النظام ضد الشباب المطالب برحيل الرئيس صالح”، مشيراً إلى أن “السلطات اليمنية هاجمت المسيرة السلمية التي خرجت من ساحة الاعتصام بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والهراوات، ما أدى إلى إصابة المئات منهم حالات خطرة” .
وأرجع الدكاك أسباب خروجهم في مسيرة إلى قرب مبنى المحافظة لرفضهم مبادرات المعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك الذي استنكر أن يتم التفاوض باسمهم . وقال: “نحن شباب ثورة 11 فبراير المستقلون خرجنا بمسيرة نتيجة قيام المعارضة بمفاوضة السلطة بأسمائنا”، مشيراً إلى أن الشباب مصرون على استمرار نقل اعتصامهم الى مسيرات حتى يتم تنفيذ مطلبهم بإسقاط النظام، وأنهم ليسوا مع اتفاق الحاكم والمعارضة ببقائهم معتصمين في الساحة من دون خروجهم . ودعا الشباب اليمني كافة بمختلف ساحات التغيير والحرية الى أن يكونوا مستقلين بقراراتهم ومطالبهم التي خرجوا بها لإسقاط النظام،مطالبا المعارضة بعدم التفاوض بأسماء الشباب .
واعتبر مدير المستشفى الميداني لساحة الحرية بمحافظة تعز صادق الشجاع أن ما حدث “جريمة ارتكبها النظام بحق المتظاهرين”، مشيراً إلى أن أكثر من 640 مصاباً وصلوا إلى المستشفى الميداني فقط دون الإصابات التي وصلت إلى اللجنة الطبية والعيادة الطبية في ساحة التغيير، مضيفاً أن الحالات المصابة بالغازات السامة تتزايد أعدادها، منهم 40 حالة إصابتهم خطرة وتوجد إصابات متأثرة بالحجارة التي رجم بها المتظاهرون، متوقعاً أن يصل عدد الحالات المصابة إلى نحو 800 حالة، معظمها اختناق بالمواد السامة .
ووجه نداء استغاثة للمنظمات المحلية والخارجية كافة إلى مساعدتهم على تقديم الدعم المالي والمعنوي من معدات وأدوية ليتمكنوا من معالجة الإصابات كافة .
من جانبه، أكد الناشط الحقوقي غازي السامعي أن “ما تقوم به السلطات اليمنية يندرج في الجرائم المنظمة حيث لا يجوز الاعتداء على مسيرات سلمية وفق الحق الدستوري والمواثيق والمعاهدات الدولية التي صادق عليه اليمن وهو ملزم بها، وقال إن “أي اعتداء سواء بالقنابل المسيلة للدموع أو الرصاص الحي أو الهراوات أو إلحاق الأذى بالشباب يعد من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، وهي محاولة بائسة ويائسة لقمع الناس ومصادرة حرياتهم والتضييق على حقهم في التعبير سلمياً عن آرائهم” .
أضاف إن “مجموعة من الناشطين والمحامين والحقوقيين يعملون على توثيق كل هذه الجرائم التي يرتكبها نظام الرئيس صالح على امتداد الساحة اليمنية لملاحقة من نفذ أو أمر أو شارك أو حرض سواء أمام القضاء اليمني أو القضاء الدولي” .
من جهتها، استنكرت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني تعرض قوات الأمن للمسيرة السلمية في مدينة تعز وقيامها بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع واعتقال ما يزيد على 30 شخصاً تم إيداعهم في سجن الأمن السياسي بالمحافظة .
وعبرت اللجنة في بيان لها وقوفها الكامل إلى جانب المعتصمين وثوار وأحرار أبناء تعز وكل الساحات والميادين، وأكدت في بلاغ صحافي صادر عنها أن “مثل هذه الأفعال الإجرامية التي يقوم بها مجرمون سبق لهم ارتكاب جرائم قتل ضد المواطنين العزل بمدينة عدن لن يفلتوا من العقاب وعلى رأسهم عبدالله قيران وعصابته”، في إشارة إلى مدير أمن تعز الحالي الذي كان مديراً لأمن عدن قبل نحو أسبوعين .
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد