اليمن يواجه اليوم التحدي الانتخابي: الشمال يصوّت لهادي والجنوب يقاطع
يتوجه المرشح الوحيد للرئاسة اليمنية عبد ربه منصور هادي اليوم بخطى ثابتة لتولي منصبٍ ضمنته له المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية في 23 تشرين الثاني الماضي. ففي غياب المعركة الانتخابية، يسدل اليمنيون الستار على عهد الرئيس المعزول علي عبد الله صالح بعد 33 عاماً من الحكم، مستعدين لخيار من اثنين، إما منح هادي الشرعية الكاملة بالاقبال بكثافة الى صناديق الاقتراع، وهو ما ينوي انصار صالح وحزب التجمع اليمني للاصلاح (الاخوان المسلمين) القيام به، وإما المقاطعة بحجب الثقة عن رئيس لم يختره الشعب اليمني بإرادته، وهو مطلب يجمع الحوثيين والحراك الجنوبي.
في هذه الأثناء، استغل السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فايرستاين العشية المشحونة لليوم الانتخابي للتحذير من انشطة ايران في اليمن، وقال «نرى ان إيران تحاول زيادة وجودها هنا بوسائل نعتقد انها لا تخدم استقرار اليمن وأمنه»، مضيفاً «اعتقد اننا نرى تواصلاً إيرانياً متزايداً مع لاعبين مختلفين». وتابع بالقول «هناك بالتأكيد زيادة في التمويل الإيراني وجهود من قبل إيران لزيادة نفوذها ليس مع عناصر الشيعة الزيدية فحسب (في اشارة الى الحوثيين) ولكن مع عناصر سنية ايضا»، موضحاً «نعتقد ان لدينا أدلة على انشطة إيرانية من شأنها تعزيز القدرات العسكرية ايضا. انها ظاهرة حديثة نسبياً فإيران تستغل هذه الفترة من حالة عدم الاستقرار السياسي وغياب السيطرة الحكومية على اجزاء كبيرة من البلاد».
انتخابياً، دعا صالح، الموجود في الولايات المتحدة لتلقي العلاج، اليمنيين الى التصويت لنائبه هادي «من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة». وقال «أدعوكم مجدداً للمشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الديموقراطي والتوجه جميعا، ناخبين وناخبات، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتكم لانتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية، من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة لإخراج بلادنا الطيبة وشعبنا الصامد الأبي من الأزمة الخانقة والمريرة التي استمرت عاماً كاملاً».
وفيما احتشد ألوف اليمنيين امس في الاستاد الرئيسي في العاصمة صنعاء حيث دعا حزب المؤتمر الحاكم (حزب صالح) وأحزاب «اللقاء المشترك» الناس للمشاركة في الانتخابات، قال مصدر من الحراك الجنوبي لـ«السفير» إن يوم الاستحقاق الرئاسي «سيكون دموياً» مؤكداً عدم سماح الجنوبيين «بإدخال صناديق الاقتراع وعسكرة الأحياء الجنوبية».
ويأتي ذلك بعد اكثر من اسبوع على المناوشات الميدانية بين انصار الحراك وقوى الامن التابعة لنظام صالح على خلفية دعوة الجنوبيين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، فضلا عن التفجيرات المتعددة التي طالت مراكز الاقتراع في الجنوب.
وهز انفجار مركز اقتراع في مدينة عدن الجنوبية أعقبه إطلاق نيران أسفر عن مقتل جندي. وذكر مسؤول أن الجندي لقي حتفه وأصيب آخر عندما فتح مسلحون مجهولون النار على دورية تابعة للجيش في الحي ذاته عقب وقوع الانفجار. وقال المسؤول «سبّب الانفجار فجوة كبيرة في جدار المبنى وهشم زجاج نوافذ منازل قريبة».
وتصاعد التوتر بشكل ملحوظ في الجنوب مع دعوة «الحراك» الى عصيان مدني. وقال مصدر امني في عدن ان الاعتقالات «استهدفت مجاميع مسلحة تابعة للحراك الجنوبي تحاول منع المواطنين المشاركة في الانتخابات بقوة السلاح». وأضاف «ان هذه العناصر حاولت زرع الخوف في نفوس المواطنين من خلال اطلاق شائعات بأن يوم 21 شباط سيشهد اعمال عنف. هذا كلام غير صحيح ونحن نطمئن سكان عدن بأن الامور تحت السيطرة تماما وأن اللجنة الامنية قد حسمت امرها في عدم وجود أي عراقيل تواجه الانتخابات».
في المقابل، قال القيادي البارز في الحراك الجنوبي قاسم عسكر ان الحراك سلمي ويرفض العنف، مضيفاً «نحن نرفض كل اشكال العنف وننفي نفياً قاطعاً لجوءنا الى العنف. لم ولن يتجه الحراك الى العنف». الا ان عسكر اكد ان انصار الحراك «يرفضون الانتخابات ويقاومونها بالوسائل السلمية.. سننظم غداً (اليوم) عصياناً مدنياً ومسيرات الى مراكز الاقتراع لمنع وصول الصناديق واللجان».
وأكدت المصادر الامنية ان لجنة عسكرية وأمنية شكلت بقيادة رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش اليمني اللواء احمد الأشول وعضوية مدراء المؤسسات الأمنية والعسكرية في عدن، وذلك للتأكد من حسن سير الانتخابات في الجنوب. وأشارت المصادر الى ان القوات العسكرية ستكثف من انتشارها عشية الانتخابات.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد