الهند لا تفكّر في الحرب ... وباكستان تعرض التعاون

سعت الهند، امس، الى نزع فتيل التوتر مع جارتها باكستان على خلفية هجمات مومباي الاخيرة، والتي وصلت الى حد التلويح بالحرب، فأكدت أنها لا تفكر في شن عمل عسكري ضد باكستان، التي عرضت عليها مجدداً المساعدة في التحقيق وأعلنت انها »ستصيغ رداً« على طلب نيودلهي من إسلام آباد تسليم ٢٠ من أبرز المطلوبين، في وقت كشف مسؤولون أميركيون وهنود أن الولايات المتحدة حذرت الهند مرتين من الهجمات.
وكانت الهند ألقت باللوم على متشددين إسلاميين متمركزين في باكستان، في الهجمات التي هزت العاصمة المالية الهندية مومباي، الأسبوع الماضي، وأسفرت عن سقوط ١٨٣ قتيلاً. وقد أعلن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية ان جماعة مقرها باكستان، أو جزء منها في
باكستان، ربما تكون مسؤولة عن الهجمات التي سقط فيها ستة اميركيين وتسعة إسرائيليين.
وقد ذكرت محطتا »سي ان ان« و»ايه بي سي نيوز« في الولايات المتحدة، أن عملاء الاستخبارات الاميركية حذروا نظراءهم في الهند منتصف تشرين الاول، من إمكانية وقوع هجوم »من البحر على فنادق ومراكز تجارية في مومباي«. وأضافتا ان احد مسؤولي الاستخبارات الاميركية ذكر أهدافاً محددة من بينها فندق »تاج محل«. وقد اعترف المسؤولون الهنود بأن نظراءهم الاميركيين حذروهم مرتين من إمكان وقوع هجمات في مومباي.
وقال مسؤولون في الاستخبارات الهندية، انهم رصدوا في ١٨ تشرين الثاني اتصالاً عبر الأقمار الاصطناعية الى باكستان أجراه زعيم منظمة »عسكر طيبة«، يشير الى احتمال وقوع هجوم من البحر. كما قال مسؤولون أميركيون إن الاستخبارات الاميركية كانت تتابع بطاقات هاتف خلوي مسبقة الدفع تم الحصول عليها من إرهابيي مومباي، سمحت لهم بالحصول على »كنز حقيقي من المعلومات« يقود الى باكستان، مع احتمال وجود صلات في الولايات المتحدة. وأضافوا ان بطاقة واحدة على الأقل من هذه البطاقات قد يكون تم شراؤها في الولايات المتحدة. ولم يذكروا تفاصيل لأن التحقيق ما زال جارياً، حسبما ذكرت »ايه بي سي«.
دبلوماسياً، كرر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، عرضاً باكستانياً بالتعاون، قائلاً إن هذا ليس هو الوقت المناسب »لإلقاء اللوم والتوبيخ والإشارة بأصابع الاتهام«. وتابع »عرضت حكومة باكستان على الهند آلية تحقيق مشترك وتشكيل لجنة مشتركة.. نحن مستعدون للخوض بشكل مشترك في عمق هذه القضية، ونحن مستعدون لتشكيل فريق يمكنه مساعدتكم (الهند)«.
وكان وزير الخارجية الهندية براناب مخرجي، ذكر ان الهند التي سيزورها الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، غداً الخميس، لا تدرس اتخاذ إجراء عسكري ردا على هجمات مومباي.
وأشار الوزير الهندي الى ان بلاده تطالب بتسليم نحو ٢٠ هاربا تعتقد أنهم في باكستان. وذكرت وسائل الإعلام الهندية أن بين المطلوبين داود إبراهيم، وهو زعيم عصابة للجريمة المنظمة في مومباي، ومسعود أزهر، وهو رجل دين مسلم باكستاني أفرج عنه من السجن في الهند في مقابل إطلاق سراح ركاب طائرة مخطوفة في التسعينيات.

المصدر: وكالات