النفط يتجاوز سقف الـ100 دولار
تجاوز سعر النفط، أمس، سقف المئة دولار للمرة الأولى في تاريخه، في ارتفاع قال خبراء إنه يأتي نتيجة التقاء عوامل عديدة منها ضعف الدولار والبرد في الولايات المتحدة، والمخاوف الجيو ـ سياسية وعودة المضاربات مع انطلاق السنة الجديدة، فيما سجل سعر الذهب والبلاتين أرقاماً قياسية جديدة بعد ارتفاع القدرة الشرائية لأصحاب العملات الصعبة الأخرى.
وبلغ سعر النفط 100.09 دولار للبرميل في تعاملات الأمس، بعدما سجل رقم المئة دولار، الذي كان يثير المتعاملين منذ نهاية تشرين الثاني، لثوان على شاشات السوق الأميركية، أمس الأوّل، وذلك من خلال معاملة واحدة قام بها وسيط مستقل.
وقال محللون لدى دار الوساطة «سوكدن» إن «هذا الرقم السحري سجل على ما يبدو بسبب عملية ترمي إلى إحراز شهرة ما، بينما يعتبرها آخرون فضيحة»، موضحين أنّ الأسعار ارتفعت بشكل كبير «بسبب عوامل عديدة منها توقع تراجع المخزون الأميركي وعودة العنف في نيجيريا وضعف الدولار ومضاربة قوية على المواد الأولية»، إضافة إلى العوامل الجيو ـ سياسية منذ اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو.
وأظهر احدث بيانات للحكومة الأميركية أن مخزونات خام النفط الأميركي تراجعت للمرة السابعة على التوالي الأسبوع الماضي بمعدل 4 ملايين برميل حيث بلغت 289.6 مليون برميل، لتقلص الإمدادات إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل كانون الثاني .2005
وعلى الرغم من بلوغ النفط عتبة المئة، أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تسحب من احتياطيات الطوارئ للحد من ارتفاع الأسعار، في حين قال مسؤولون من منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» إن المنظمة ليس بإمكانها فعل الكثير لوقف هذا الارتفاع.
من جهتها، توقعت الخبيرة في معهد «دي اي في» الألماني كلاوديا كيمفرت أن «تتضاءل احتياطيات النفط أكثر فأكثر وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار»، مشيرة إلى أنّه «خلال خمسة أعوام، من المرجح أن يبلغ السعر 150 دولارا (للبرميل الواحد) وخلال عشرة أعوام إلى مئتي دولار».
إلى ذلك، صعد الذهب والبلاتين إلى مستويات قياسية، أمس، مع اقتناص المضاربين والمستثمرين لهما، وسط ما قال محللون إنها أسعار نفط قوية وتوقعات باسـتمرار خفض الفوائد الأميركية.
وقال محلل أسواق المعادن لدى مؤسسة «ميتسوبيشي» توم كندال إنه «مع وقوع الدولار تحت الضغط مجددا واعتماد مخصصات الصناديق للعام الجديد ليس مفاجئا أن عددا من السلع الأولية بدأ 2008 قويا جدا»، مضيفاً «لا نرى أي تغيير في عوامل المضاربة على ارتفاع سعر الذهب في المدى القصير، وقد ترتفع السوق 15 الى 20 دولارا أخرى بسهولة في الأيام القليلة المقبلة قبل أن تصحح».
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 866.10 دولارا للأونصة، فيما اقتفى البلاتين أثره، حيث قفز سعره إلى مستوى قياسي جديد بلغ 1548 دولارا للأونصة في المعاملات الفورية في أوروبا.
وأشار محللون اقتصاديون إلى أنه بسبب انخفاض سعر الدولار، سعى المستثمرون الذين يملكون عملات صعبة أخرى، وبفعل ارتفاع قدراتهم الشرائية، إلى شراء المزيد من المنتجات المسعرة بالدولار مثل النفط والذهب، الأمر الذي تسبب أيضاً في ارتفاع المعدنين النفيسين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد