الميليشيات السلفية تسجن طبيبا عبّر عن رأيه

14-08-2016

الميليشيات السلفية تسجن طبيبا عبّر عن رأيه

اعتقلت جهة تطلق على نفسها اسم «الأمن الجنائي» وهي تابعة للميليشيات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية الطبيب نعمان الفوال، بعدما نشر منشوراً في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» انتقد فيه مظاهر الفساد في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات وأبرزها «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن».
وحسب موقع «السورية نت» الإلكتروني المعارض، فإن اعتقال الطبيب نعمان لم يمر كحدث اعتيادي لأسباب عدة، أبرزها تعدد حالات اعتقال المدنيين في مناطق الغوطة الشرقية بسبب تعبيرهم عن آراء تتعلق بأداء الميليشيات والأجهزة التابعة لها، فضلاً عن تسويغ الجهة التي أمرت باعتقال الطبيب وهي ما يسمى «الهيئة العامة للقضاة»، التي قالت في بيان لها: إنها اعتقلت نعمان لأنه نال من «هيبة» ما سمته «الثورة والمؤسسات الثورية ومقارنتها بنظام (الرئيس بشار) الأسد». وكان نعمان قد كتب يوم 5 من آب الجاري منشوراً على صفحته عبّر فيها عن رأيه الرافض لأداء الميليشيات وإداراتها للسلطة، وعلى إثره اعتقل نعمان الخميس. انتقادات واسعة وجهت لميليشيات الغوطة على خلفية اعتقال الطبيب، وتعرض قادتها لانتقادات واسعة من معارضين سوريين اتهموهم بأنهم يصادرون حرية التعبير ويعاقبون المدنيين على آرائهم، مشيرين إلى أن هؤلاء «المعتقلين هم الذين ثاروا على النظام ونادوا بحريتهم من السلطوية». وبعيد اعتقال الطبيب نعمان انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وسم (هاشتاغ) باسم الطبيب. وفيما بدا أن الانتقادات التي وجهت لميليشيات الغوطة الشرقية لم تلق أذاناً مصغية، كتب شقيق الطبيب نعمان، ياسر الفوال، في حسابه على «فيسبوك» أمس الأول الجمعة: إنه تعرض بالأمس لمحاولة اعتقال من القاضي زياد حاتم على خلفية اعتقال أخيه. وقال: إن سبب المحاولة من أجل «تاغ قام بوضعه أحد الناشطين لي كان يشير إلى اعتقال أخي الدكتور نعمان الفوال على إثر منشور كتبه على الفيسبوك انتقد فيه بعض سياسات متبعة داخل الغوطة (…) نحن طلاب حرية من أجلها دفعنا الدماء وما زلنا حتى اللحظة».
ردود الأفعال المتتابعة والمتواصلة حتى الجمعة حملت في طياتها اتهامات مباشرة لـ«جيش الإسلام» بالوقوف وراء محاولة اعتقال الطبيب نعمان، وقالوا: إن «الأمن الجنائي» يعود إلى هذا الفصيل.
من جهته ردّ «جيش الإسلام» بنشره بياناً أعلن فيه تبرؤه من حادثة الاعتقال، وقال المتحدث الرسمي باسمه إسلام علوش: «جيش الإسلام ينفي الأنباء التي تتحدث عن اعتقاله للدكتور نعمان الفوال».
تبرئة «جيش الإسلام» لنفسه من الحادثة لم يقنع معارضين سوريين رأوا في ممارسات الفصيل تجاوزاً بحق الحقوق المدنية لسكان الغوطة الشرقية، ووجه كثيرون انتقادات له باعتبار أن المنطقة التي اعتقل منها الطبيب نعمان تقع في مناطق نفوذه.
واللافت بين ردود الأفعال الرافضة لعملية الاعتقال، انتقاد معارضين سوريين لكلمات وردت في بيان «المحكمة» التي ذكرت فيه أن الطبيب اعتقل بسبب «نيله من هيبة الثورة والمؤسسات السورية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...