الملايين ما زالوا عبيداً حول العالم
يعيش نحو 30 مليون شخص حول العالم في ظروف كالعبيد. وقد أصدرت مؤسسة، تم تأسيسها مؤخرا بمؤازرة أثرياء كبار، تقريرا تضمن معلومات مفصلة عن الاستغلال الذي يتعرض له هؤلاء الناس، وهي تهدف إلى القضاء على العبودية في العالم.
كان عُمر لويزا، مثلاً، أربعة عشر عاماً حينما ضربها «سيّدها» بشكل مبرح كاد أن يصيبها بالعمى. وقد تمكنت في ما بعد من الهرب والتخلص منه.
حين أتت لويزا من أفريقيا إلى ألمانيا كانت تعتقد أنها ستذهب إلى المدرسة، بحسب ما وعدها رجل أتى إلى قريتها، حيث كان عليها أن تكافح كل يوم من أجل البقاء على قيد الحياة، فقبلت المجيء معه.
لكن بدل الذهاب إلى المدرسة والتعلم، أجبرا لويزا في ألمانيا على ممارسة الدعارة، وتعهدت بعدم الإدعاء على سيدها. وتقول، في لقاء صحافي، لقد «أقسمت على أنني لن أذهب إلى الشرطة»، ولكنها تشجعت وفعلت ذلك في وقت لاحق.
تعيش لويزا الآن حرة متخفية في منطقة في جنوب ألمانيا وذلك بعلم ومراقبة من الشرطة. لكن هناك حوالي 30 مليون شخص في العالم يعيشون في ظروف «كالعبيد»، يعانون من الاستغلال والمراقبة والحرمان من حريتهم.
وقد نشرت مؤسسة «Walk Free «الحقوقية الاسترالية تقريراً مؤخراً تحت عنوان: «المؤشر العالمي للعبودية 2013» تضمن معلومات كثيرة ومفصلة عن العبودية الحديثة في العالم.
وبحسب التقرير، فإنّ عدد الناس الذين يعيشون «كالعبيد» في قارتي أفريقيا وآسيا هو الأكبر في العالم، إذ جاءت الهند والصين وباكستان ونيجيريا على رأس القائمة، لكن روسيا أيضا ما زالت بين الدول العشر الأولى من حيث عدد «العبيد» فيها. ويؤكد التقرير أنه ليست هناك قارة أو دولة في العالم خالية تماماً من «العبيد». وتعتبر نسبة العبودية في موريتانيا، من حيث عدد السكان، هي الأعلى في العالم، ويليها هايتي ثم باكستان.
أما أشكال العبودية الحديثة وأساليب ممارستها فهي مختلفة ومتعددة، إذ يشير كيفن بيلز، الذي ساهم في كتابة تقرير «المؤشر العالمي للعبودية 2013»، إلى الاستغلال الجنسي في روسيا وتجارة البشر في جمهورية مولدافيا واستغلال عاملات البيوت في البرازيل والأعمال الشاقة في الصين والعبودية الوراثية في الهند.
ويقول إنه «ليس هناك حل واحد لكل أشكال العبودية ولكل حالاتها، إذ يجب دراسة كل شكل وفي كل بلد بشكل خاص».
وجاء في التقرير أن هناك نحو عشرة آلاف وخمسمئة شخص يعيشون في ألمانيا، مثلاً، في ظروف كالعبيد، ويشير بيلز إلى أنه من الصعب معرفة الرقم الحقيقي «لأن الأمر غالباً ما يتعلق بالجريمة المنظمة السرية».
والوسائل التي اعتمدتها «Walk Free» في بحثها وفي إحصائياتها تقوم على استقصاء المعلومات والأرقام من مصادرها مباشرة وتدوين الحالات المعروفة. وصحيح أن الأرقام التي أوردتها ليست دقيقة تماماً، ولكنها جيدة بالنسبة لتقرير هو الأول من نوعه عبر العالم.
ويلفت بيلز إلى صعوبة الإحصاء الدقيق، ويقول إنّ «العبودية مثل الوباء، فإذا كنا سننتظر الأرقام الدقيقة، فإنه خلال ذلك سيموت ويعيش أناس في العبودية من دون أن يتلقوا مساعدة من أحد».
ومن الإيجابيات الأخرى للتقرير، أنه يمكن أن يكون بمثابة نداء إلى حكومات العالم وضغط عليها لتقديم أرقام وإحصائيات دقيقة عن العبودية وحالاتها، فالكثير من الحكومات لا تعرف عن الموضوع وعما يجري في بلدانها.
(عن «دويتشه فيلله»)
إضافة تعليق جديد