المكافآت تنعش فرص التعلّم
كيف نتعلم، في أسرع وقت ممكن، القيام بمهمات حركية بسيطة مثل الحياكة أو النقر على لوحة مفاتيح الكومبيوتر أو قذف الطابات في الهواء ثم التقاطها؟ الأمر سهل جــداً، يكــفي أن نكافأ ببعض المال وفق ما يؤكد باحثون فرنسيون.
وتمكّن الباحثون في المعهد الوطني الفرنسي للعلوم والبحوث الطبية، ومعهد علم الدماغ والنخاع الشوكي في باريس، من تأمين البرهان العلمي الحركي لدى الإنسان الذي يفيد بأن المكافآت المالية تحسّن من التعلم.
ويأتي ذلك من خلال إنتاج متزايد من مادة الدوبامين في الدماغ. وأخضع الباحثون متطوعين لاختبار يقوم على مشاهدة صورة على شاشة، لخمسة مفاتيح من لوحة مفاتيح كومبيوتر، ثم طلبوا منهم الضغط بأسرع ما يمكن على ثلاثة من المفاتيح. ومع كل عملية تنفيذ، يقدم لهؤلاء محفز مالي بحسب الحالات، 10 يورو أو 10 سنتات من اليورو.
ونفّذ المشاركون المهمة في شكل أسرع وهم يتلقون المكافأة الأعلى (10 يورو بدلاً من 10 سنتات اليورو) من دون أن يدركوا الأمر. وعندما تم التوصل إلى هذا الاستنتاج، كان الهدف محاولة معرفة ما يحدث في أدمغة المشاركين. ويشرح الباحث ماتيا بيسيغليون: «وضعنا فرضية تقول بأن حركة الدوبامين قد تؤدي دوراً في هذه العمليات».
والدوبامين مادة كيماوية (ناقل عصبي) ينتجها الدماغ، تسمح بتعزيز فعالية بعض العصبونات أو الخلايا العصبية التي ترتبط بعملية التنسيق البصري الحركي، أي بين ما نرى وما نفعل. وللتحقق من صحة فرضيتهم، ركز الباحثون على مرضى تنتج أدمغتهم كميات من الدوبامين أكبر من المعتاد.
وأتت النتائج حاسمة، إذ تبين أنه عندما تكون المكافأة أكبر، تعلّم الأشخاص الذين لا يخضعون للعلاج مهمتهم في شكل أسرع، مقارنة بأولئك الذين يتلقون علاجاً، بل أسرع من المتطوعين الأصحاء.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد