المفاوضات النووية تدخل ساعاتها الحرجة
المشهد الضبابي يحاصر فيينا. ثلاثة أيام لانقضاء المهلة المحددة نووياً، فيما تتكثف الحركة المكوكية لوزراء الخارجية المعنيين في أروقة غرف المفاوضات، على أمل تحقيق تقدم إيجابي ما، مع انبلاج فجر يوم الاثنين.
الإصرار الإيراني على عدم تفويت فرصة اقتناص اتفاق، جعل من وزير الخارجية محمد جواد ظريف يلغي سفره إلى العاصمة طهران للتشاور. وقال ظريف إن الدول الكبرى لم تقدم أي مقترحات «مهمة» في المحادثات النووية. ونقل الفريق التفاوضي الإيراني عن ظريف قوله «جرت مناقشات مهمة، لكن لا مقترحات تستحق أن أعود بها إلى إيران».
ويؤكد هذا الموقف الايراني أن هناك مراوحة في المحادثات الدائرة في فيينا منذ أيام. إلا أن عدول وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خيار التوجه إلى باريس والبقاء في فيينا لاستكمال المشاورات، عكس رغبة ما من الطرفين بكسر الجمود القائم، أقله قبل يوم الاثنين المقبل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مقربة من المحادثات في فيينا ان كيري وظريف يعكفان على إعداد مقترحات جديدة تهدف إلى كسر الجمود في المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض انه لا تزال هناك «خلافات كبيرة» في المفاوضات.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه من المتوقع أن يعقد كيري مجدداً اجتماعاً ثلاثياً مع ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
الإصرار الإيراني الأميركي، أسنده الحديث الروسي الداعم، في حال بروز تقدم إيجابي في المحادثات، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف وكيري اتفقا على الحاجة إلى بذل «مزيد من الجهود» للتوصل إلى اتفاق.
وأضافت الوزارة، في بيان، بعدما تحدث الوزيران عبر الهاتف «بمبادرة أميركية»، أن «الأطراف لم تستبعد إمكانية عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركة في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا لاح في الأفق احتمال إحراز تقدم».
بريطانيا ما زالت على موقفها. وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أشار بعد اجتماعات منفصلة مع نظرائه من القوى الكبرى في فيينا، إلى أن هناك «قضايا معقدة، ولا تزال هناك فجوات لا يُستهان بها بين الأطراف، وسنذهب جميعاً لإجراء مناقشات فنية مع خبرائنا ونستأنف المفاوضات في عطلة نهاية الأسبوع».
وأضاف هاموند أن «ما ستكسبه إيران (في حال التوصل إلى اتفاق) كبير جداً. يجب أن نجد مزيداً من المرونة من الإيرانيين. ونحن مستعدون في المقابل لإبداء قدر من المرونة من جانبنا، لكن الوقت قصير، إننا نسابق الزمن للالتزام بالمهلة».
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إيران إلى «اقتناص الفرصة» المتاحة في فيينا، للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً «أنا هنا سعياً إلى اتفاق جيد يكون مفيداً للأمن والسلام».
وفيما يبدو أنه تم التوصل إلى تسوية مؤقتة حول بعض المسائل مثل مستقبل مفاعل آراك وتشديد عمليات التفتيش على المفاعلات النووية، لكن تبقى مسألتان أساسيتان هما تخصيب اليورانيوم ووتيرة رفع العقوبات عن إيران في خضم الاختلاف.
وتريد إيران رفع جميع العقوبات مرة واحدة أو رفعها تدريجيا وفق جدول زمني واضح ومعتدل، بينما تريد القوى الكبرى عملية تدرجية فضفاضة في مسار تعليق العقوبات للتأكد من تطبيق طهران لالتزاماتها. كما يسعى الإيرانيون إلى زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لتأمين وقود كاف للمفاعلات المستقبلية، في وقت يحاول الغرب الحد من العدد وتقليصه.
وكالات
إضافة تعليق جديد