المرأة تدخل برلمان الكويت والإسلاميون يتراجعون
حققت المرأة الكويتية فوزا كبيرا في الانتخابات النيابية حسب النتائج الأولى المعلنة وذلك لأول مرة في تاريخ انتخابات مجلس الأمة (البرلمان) في الكويت، فيما سجل تراجع للإسلاميين وتقدم للمرشحين الليبراليين والشيعة في وقت لا يزال فيه فرز الأصوات متواصلا.
وقد فازت أربع نساء بمقاعد في مجلس الأمة وهن معصومة المبارك (الدائرة الأولى) وأسيل العوضي (الدائرة الثالثة) وسلوى الجسار (الدائرة الثانية) ورولا دشتي (الدائرة الثالثة)، وذلك في ثالث انتخابات تشارك فيها الكويتيات اقتراعا وترشحا.
وأظهرت النتائج تراجعا واضحا للتيارات الإسلامية وتقدما للمرشحين الليبراليين، ويتوقع بعض المراقبين أن تصل نسبة التغيير في البرلمان الكويتي الجديد إلى 45%.
وتشير التوقعات إلى احتمال فوز حوالي سبعة مرشحين شيعة للمرة الأولى منذ عام 1975. وتعتبر الانتخابات التي جرت أمس ثاني انتخابات لمجلس الأمة خلال عام واحد.
وكان محللون يتوقعون أن يخسر الإسلاميون بعض المقاعد في هذه الانتخابات الأمر الذي قد يعزز موقف المرشحين الليبراليين وفرص النساء في دخول المجلس، لكنه لن يكون كافيا على الأرجح لإنهاء الخلافات بين الحكومة والبرلمان.
في غضون ذلك تتواصل عملية فرز الأصوات في انتخابات مجلس الأمة. وقََد بلغت نسبة المشاركة فيها 58% ممن يحق لهم الاقتراع. وكانت نسبة المشاركة متدنية في فترتي الصباح والظهيرة قبل أن تبدأ في الارتفاع لاحقا.
وقد أعربت نسبة ضئيلة من الناخبين عن اعتقادهم بأن الانتخابات ستنهي صراعا بين البرلمان والحكومة عاق إصلاحات اقتصادية.
ويتعين على المجلس الجديد التصويت على برنامج حفز اقتصادي حجمه خمسة مليارات دولار يعتبر مهما لمساعدة القطاع المالي على التغلب على الأزمة المالية العالمية, وهي إجراءات وافقت عليها الحكومة القائمة بالأعمال, كما وافق عليها الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت في مارس/آذار الماضي.
وعزا المحلل السياسي أحمد الزايدي في حديث للجزيرة عزوف الناخبين الكويتيين إلى الاستياء من أداء الجهازين التشريعي والتنفيذي، مشيرا إلى أن الكويتيين لا يتوقعون كثيرا من المجلس القادم خاصة أن الظروف الموضوعية التي أنتجت الأزمات المتلاحقة ما زالت موجودة.
وجرت المنافسة في انتخابات أمس بين 210 مرشحين للفوز بمقاعد مجلس الأمة الخمسين، وكان بين المرشحين 16 امرأة. ويقدر عدد الناخبين في الكويت بـ384790 شخصا وتمثل النساء أكثر من نصفهم.
وقد حل الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح مجلس الأمة في مارس/آذار الماضي للمرة الثانية في عامين، لإنهاء مواجهة استمرت فترة طويلة مع الحكومة وعرقلت بعض التشريعات عدة سنوات.
واستقالت الحكومة في الشهر نفسه لتفادي استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، وهو ابن عم الأمير الذي طلب شخصيا من مواطنيه حسن الاختيار خاصة أن البرلمان لم يكمل عامه الأول.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد