الفقر يتقلص والظلم يزداد
ذكرت أحدث بيانات الأمم المتحدة، أن عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار أميركي يومياً، قد انخفض من 47 في المئة في العام 1990 إلى 22 في المئة في العام 2010. كما أن 1.2 مليار شخص لا زالوا يعيشون في حالة فقر مدقع في معظم الدول الأكثر فقراً في العالم.
وأعلن عن هذه البيانات أثناء عملية تقييم قادة 193 دولة، للنجاحات والإخفاقات في إنجاز الأهداف التي تقضي بتقليص الفقر إلى النصف بحلول العام 2015 خلال الاجتماعات الدائرة في الأمم المتحدة.
وتشير البيانات إلى أن الانخفاض في عدد الفقراء - المقدر بنحو 700 مليون شخص - قد سجل أساساً في دول ذات تعداد سكاني ضخم، مثل الهند والصين والبرازيل. ومع ذلك، لا يزال هناك 1.2 مليار شخص يعيشون في حالة فقر مدقع في معظم الدول الأكثر فقراً في العالم، في أفريقيا، وآسيا، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. كما أشارت البيانات الأممية إلى أن هذا الانخفاض في حدة الفقر قد أسفر أيضاً عن صعود طبقة وسطى جديدة.
أما الأهم، فهو أن التخفيف من حدة الفقر قد يصطدم قريباً بطريق مسدود بسبب الأزمة المالية المتفشية، وانهيار العملات، وتقلص الصادرات.
وقال المدير التنفيذي لـ«مركز الجنوب» في جنيف مارتن خور إن «الحد من الفقر تزامن مع عوامل عالمية استثنائية في العقد الأول من هذا القرن، لكنه أصبح الآن يقترب من نهايته». ولفت إلى أن طفرة الائتمان في البلدان النامية، قد غذت التجارة والنمو الاقتصادي - بما في ذلك الصادرات السلعية - وأدت إلي زيادة في الناتج القومي الإجمالي، «لكن اقتصاديات دول شمال العالم في ورطة، وتوجهت إلى سياسات التقشف، وسوف تتقلص سياسة «المال السهل» في الولايات المتحدة إن عاجلا أو آجلا».
وحذر خور من أن البلدان النامية هي الآن «عرضة لانخفاض الصادرات وكذلك أسعار السلع الأساسية والإيرادات وتدفقات رأس المال، وأضاف أن تباطؤ النمو، واحتمال الركود في بعض البلدان، وانخفاض أسعار السلع الأساسية، من المرجح أن يؤثر على فرص العمل والدخل، ومن ثم فيمكن أن يعود الفقر ليرتفع مرة أخرى».
ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة «أوكسفام» الدولية ويني بيانيما، إن «الأهداف الإنمائية للألفية» كانت بمثابة قوة دفع هامة لتقدم التنمية على مدى السنوات الـ 13 الماضية، فلا شك في أن انتشال أعداد كبيرة من الناس من الفقر المدقع في مثل هذا الوقت القصير يعد إنجازاً هاماً. ومع ذلك، فحتى الآن لا يزال أكثر من مليار شخص يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم».
وشددت بيانيما على أن هذا التقدم كان بطيئاً - أو منعدماً - حيث كانت هناك صراعات طويلة الأمد، أو حيث كان النمو غير منصف للغاية، مشيرة إلى أن «الفقر العالمي آخذ في الانخفاض.. لكن عدم المساواة تزداد.. في كل مكان».
وشرحت بيانيما أن المليارات من الناس قد هُمشوا من النمو الاقتصادي، كذلك فإن هناك توافقاً في الآراء بأن المستويات العالية من عدم المساواة تضر بالاستقرار الاجتماعي والنمو. وحذرت من أنه من دون بذل جهود تستهدف تقليص الفجوات بين الأغنياء والفقراء، فإن الحزمة القادمة من الأهداف الإنمائية العالمية «من المرجح أن تكون غير قابلة للتحقيق».
وأضافت إن «عدم التركيز على ضرورة الحد من عدم المساواة كان إغفالا كبيراً في الأهداف الإنمائية للألفية. ومن دون ذلك، من شبه المؤكد أن تبوء المجموعة التالية من الأهداف الإنمائية العالمية بالفشل».
(بتصرف عن آي. بي. اس)
إضافة تعليق جديد