العلاج الكيميائي يدمر خلايا الدماغ
كشفت دراستان نشرتا أخيراً ان العلاج الكيميائي يدمّر خلايا الدماغ ويؤدي الى اصابة مرضى السرطان بضعف الذاكرة والتشويش، وقد يتسبب بإصابة الاطفال الصغار بعاهة دائمة.
ويشكو مرضى السرطان منذ فترة طويلة مما يسمى "كيموبرين"، وهو ضعف الذاكرة وعدم القدرة على حل المشكلات والتفكير الواضح عموما بعد اخضاعهم للعلاج الكيميائي. وقد تتضاءل الآثار السلبية عند البالغين بعد بضع سنوات، لكن أحد الخبراء أشار الى ان الآثار قد تكون أكثر استمراراً عند الاطفال الذين لا تزال أدمغتهم في مرحلة النمو.
ودرس الباحث الياباني ماساتوشي اناجاكي وزملاؤه التصوير بالرنين المغناطيسي "ام ار آي" لأدمغة مئتين من الناجيات من سرطان الثدي في اليابان اللواتي أخضع بعضهن للعلاج الكيميائي الى جانب الجراحي، وبعضهن لم يتعرضن له. وبعد سنة من اخضاع 51 مريضة للعلاج الكيميائي، وجد الباحثون ان مناطق مهمة في الدماغ أصبحت أصغر، خصوصاً تلك الضرورية للادراك. ويشمل الادراك التعلم وبعض أنواع الذاكرة والقدرة على فهم العالم المحيط بوضوح. وكتب فريق البحث في دورية "السرطان" الأميركية انه لم يطرأ اختلاف يذكر في 73 مريضة تم فحصهن بعد ثلاث سنوات من العلاج الكيميائي. وكتبوا أيضاً: "أدت النتائج الى فكرة ان العلاج الكيميائي لتقوية المناعة قد يكون له تأثير موقت على بناء الدماغ"، وان هذه النتائج "قد تقدم رؤى جديدة لدراسة مستقبلية لتحسين نوعية حياة مرضى السرطان".
- وأظهرت دراسة ثانية أن العقاقير التي تستخدم لعلاج السرطان قد تتلف خلايا الدماغ العادية والسليمة أكثر مما تدمر الخلايا المصابة بالسرطان التي يستهدفها العلاج.
وعمل الباحث يورغ ديتريش وزملاؤه في جامعة روشستر بنيويورك على خلايا الدماغ البشري في مختبر وعرّضها لعقاقير علاج كيميائي شائعة مثل سيسبلاتين وكارموستين وسيتارابين. ونقعوا ايضا خلايا أخذت من اورام بشرية حقيقية في العقاقير.
وأوضح هؤلاء في عدد الخميس من دورية "بيولوجي" ان العقاقير قتلت خلايا الدماغ أكثر مما قتلت خلايا الاورام، وان الجرعات القليلة من عقاقير العلاج الكيميائي قتلت ما بين 60 في المئة الى 90 في المئة من نوعين من خلايا الدماغ من غير ان يكون لها سوى تأثير محدود على معظم خلايا السرطان. ولقتل 80 في المئة من خلايا السرطان استلزم الأمر جرعات قتلت ما بين 70 الى 100 في المئة من خلايا الدماغ. وحين عالجوا فئراناً حية بالعقاقير وجد فريق ديتريش ان خلايا الدماغ في الفئران استمر موتها ستة أسابيع على الاقل بعد انتهاء العلاج.
وقالت باتريشيا دوفنر الإختصاصية في الامراض العصبية في كلية طب جامعة بافالو بنيويورك انه معروف منذ أمد ان العلاج الاشعاعي في الرأس يؤثر على الذكاء. وكتبت في مقال في الدورية ذاتها والتي نشرت على الانترنت: "تعريض الجمجمة للاشعاع يمكن ان يكون مدمرا لأدمغة الأطفال الصغار، لذا اختار كثير من الأسر منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين ألا يعالج به الرضع والأطفال الصغار المصابين بأمراض خبيثة". وخلصت الى انه "لا توجد اجابات سهلة. علينا ان نوازن بين الحاجة الى النجاة من المرض ونوعية الحياة".
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد