العراق: مقتل 24 شخصا
في اليوم الثاني من عيد الفطر، استهدف المسلحون في العراق المدنيين من خلال تنفيذ عدد من الهجمات التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 24 شخصاً، عدا المصابين، وفق ما أعلنه مسؤولون عراقيون الأحد.
وكان الهجوم المسلح الأكثر دموية، ذلك الذي وقع في مدينة سامراء، إلى الشمال من بغداد، عندما انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مسجد في وسط المدينة، وما أعقبه من اشتباك مسلح مع قوات الأمن العراقية.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً، منهم 10 مدنيين و8 من عناصر الشرطة، إضافة إلى إصابة 37 آخرين بجروح، وفق ما أعلنته الشرطة في المدينة.
وفي حادثة أخرى، انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة حافلة صغيرة تقل حجاجاً من الشيعة في بغداد، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بجروح.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن عبوة ناسفة كانت مزروعة في حافلة متجهة إلى مرقد الإمام موسى الكاظم، ثالث أهم الأماكن المقدسة لدى الشيعة، في حي الكاظمية، غير أن وزارة الدفاع العراقية ذكرت أن الانفجار سببه سيارة مفخخة كانت تقف قرب الحافلة الصغيرة.
كذلك عثرت الشرطة العراقية في الساعة الواحدة ظهر الأحد على سيارة "فان" مفخخة قرب قاعدة المثنى الجوية، بوسط بغداد، وقامت بإبطال مفعولها.
وفي حوادث أخرى السبت، لقي ما لا يقل عن أربعة رجال أمن عراقيين، من قوات مغاوير الشرطة، مصرعهم، في أعقاب انفجار سيارة مفخخة وهجوم مسلح استهدف مبنى للشرطة العراقية بوسط سامراء.
وأصيب في الحادثة نفسها تسعة من مغاوير الشرطة.
شهد السبت سقوط أدنى محصلة خسائر بشرية على المدى القريب ومنذ أكثر من أربعة أعوام منذ غزو العراق عام 2003، حيث لقي أربعة أشخاص مصرعهم في كافة أنحاء البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأسوشيتد برس.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية وطبية وشهود عيان أن الضحايا الأربع قتلوا أو عُثر على جثثهم المجهولة السبت، المصادف أول أيام عيد الفطر لطائفة الشيعة في العراق.
وتتضمن الحصيلة ثلاث جثث مجهولة عُثر عليها في بغداد، فيما لقي الرابع حتفه بهجوم استهدف قائد قوة شرطة مدينة "كركوك."
وبلغت حصيلة الخسائر البشرية، التي توقعها الهجمات الدموية اليومية في العراق، أقصاها إلى حد مائة قتيل في اليوم، في نهاية العام الماضي ومطلع 2007 الحالي.
وتتماشى محصلة السبت مع التراجع الحاد لمعدل ضحايا العنف، بين المدنيين العراقيين والجيش الأمريكي على حد سواء، خلال شهر سبتمبر/أيلول الفائت.
وكان قد أعلن في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن تراجع معدلات ضحايا العنف الطائفي الذي يطحن العراق بواقع 50 في المائة خلال سبتمبر/أيلول الفائت فيما عزاه الجيش الأمريكي جزئياً إلى انتهاج إستراتيجيات جديدة وتدفق 30 ألف جندي أمريكي إضافي على بغداد هذا العام.
كما تراجعت محصلة الخسائر البشرية الأمريكية خلال الشهر إلى 64 قتيلاً، وهو الأدنى منذ يوليو/تموز عام 2006.
وبلغ معدل الضحايا من المدنيين ورجال الأمن العراقيين خلال سبتمبر/أيلول 988 قتيلاً، بتراجع بنسبة 50 في المائة عن شهر أغسطس/آب الماضي، ويعد الأدنى منذ يونيو/حزيران عام 2006.
ويأتي التراجع في أعقاب مطالبة أعلى المسؤولين الأمريكيين في العراق، قائد القوات الجنرال ديفيد بترويس والسفير رايان كروكر، الكونغرس المنقسم بإمهال المزيد من الوقت لتحديد مدى فعالية ونجاح نشر 30 ألف جندي أمريكي في العاصمة بغداد.
وكان الكونغرس الأمريكي قد انتقد الخطة وعرقل قرار إجازة تمويل القوات الإضافية مما دفع الرئيس الأمريكي جورج بوش لاستخدام حق النقض.
وبالرغم من التراجع الحاد في محصلة الضحايا في سبتمبر/أيلول الفائت، إلا أن العاصمة لعراقية ظلت مركزاً للعنف.
وشهدت بغداد وضواحيها 54 في المائة من أعمال القتل الطائفي خلال هذا العام، تراجعت إلى 49 في المائة خلال سبتمبر/أيلول الماضي، فيما جاءت محافظتا ديالى ونينوى كثاني أكثر المناطق عنفاً بعد بغداد.
وعزى الناطق باسم قائد القوات الأمريكية في العراق، العقيد ستيفن بويلان، التراجع إلى تعزيز القوات الأمريكية وتصعيد عملياتها ضد تنظيم القاعدة والعناصر المسلحة الأخرى.
ومن جانبه قال أنطوني كوردسمان، المحلل في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن إن التراجع توجه إيجابي يرتبط بزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق، إلا أنه قال إن الوقت مبكر لتحديد مدى استمراريته.
وأشار قائلاً في هذا السياق "ننزع دائما للتركيز على عمليات القتل وليس الإصابات، وعلى الهجمات العنيفة وليس عمليات النزوح أو التطهير العرقي."
مضيفاً أن عمليات القتل واحدة من عدة معايير تحدد الاستقرار ككل، وأردف قائلاً "إنه نموذج معقد للغاية من القتال حيث ينظر الناس إلى الإحصائيات البسيطة وليس القالب بمجمله."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد