العراق: الشكوك في عمليات الفرز تنـذر بعـدم الاعتـراف بالانتخابات
دخل العراق منعطفا جديدا، أمس، قد يؤدي إلى تأخير إصدار نتائج الانتخابات النيابية عن الموعد المرتقب يوم الجمعة المقبل، وينذر ربما بتعطيلها او على الاقل التشكيك بنزاهتها وعدم الاعتراف بها ما يثير احتمال اضطرابات امنية حذّر منها عدد من كبار المسؤولين العراقيين، فيما ايد الرئيس جلال الطالباني طلب رئيس الحكومة نوري المالكي إعادة فرز الأصوات يدويا، وهو ما رفضته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، موضحة انه «إذا لم يستطع الشخص أن يؤمن بالتكنولوجيا الحديثة للحسابات فكيف له أن يؤمن بالعد اليدوي وبالورقة والقلم بيد موظف؟».
ويبدو أن دخول الطالباني على خط المطالبين بإعادة فرز الأصوات يعود إلى تقدم «العراقية» على «التحالف الكردستاني» في كركوك، التي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليمهم، وهو ما المح إليه «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني الذي دعا، في بيان لمناسبة عيد النوروز، بتوحيد الصفوف في إقليم كردستان للحصول على «انتصارات» وعودة الأراضي «المستقطعة» في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان.
وجاءت دعوة الطالباني والمالكي، الذي حذر من أن «البلاد قد تنزلق إلى العنف» إذا لم يتم إعادة فرز الأصوات، بعدما أظهرت نتائج جديدة تقدم قائمة علاوي على «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي بنحو 11 ألف صوت، بعد فرز حوالى 95 في المئة من الاصوات ، ضمنها 53 في المئة من أصوات الخارج.
وقال الطالباني، في بيان، «دفعا لأي التباس أو شك فقد طالبت كثير من الكيانات المشاركة في الانتخابات بإعادة الفرز اليدوي لقسائم الاقتراع في عدد من المحافظات، قبل إعلان النتائج النهائية. وبصفتي رئيسا للجمهورية، ومكلفا بصيانة الدستور والحرص على التقيد بروحه ونصه، وبغية ضمان النزاهة التامة والعدالة فإنني أطلب من مفوضية الانتخابات أن تقوم بإعادة الفرز اليدوي ابتداء من اليوم (أمس)».
وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس، أن الطالباني بحث مع «صديقه العتيد رئيس الوزراء الأسبق ورئيس «القائمة العراقية» إياد علاوي والوفد المرافق له، مرحلة ما بعد الانتخابات والمهام الملقاة على عاتق القادة السياسيين». وأوضح أن «الطالباني وصديقه علاوي شددا على ضرورة تطوير العلاقات النضالية والتاريخية بينهما خدمة للعراق الجديد ومسيرته السياسية والديموقراطية».
وقال المالكي، في بيان، «نظرا لوجود مطالب من كتل سياسية عديدة بإعادة العد والفرز يدويا، ومن أجل حماية التجربة الديموقراطية والحفاظ على مصداقية العملية الانتخابية، فإنني بصفتي المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ سياسة البلد، وبصفتي القائد العام للقوات المسلحة أدعو المفوضية العليا للانتخابات إلى الاستجابة الفورية لمطالب هذه الكتل، حفاظا على الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد وعودة العنف الذي لم يتم دحره إلا بعد جهود ودماء وعناء».
وكان المالكي أعلن، قبل أسبوع عندما كانت النتائج لصالح ائتلافه، أن الشكاوى المقدمة للمفوضية حول مخالفات «لن تتمكن من قلب النتائج».
وقال نائب رئيس البرلمان المرشح عن «دولة القانون» خالد العطية، الذي بحث مع رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم تطورات ما بعد الانتخابات، «وردتنا معلومات موثقة بحدوث تلاعب. نطالب باعتماد الشفافية والوضوح في عمليات العد والفرز واللجوء إلى الأسلوب اليدوي المتعارف عليه في كثير من دول العالم».
واصدر 10 محافظين موالين لائتلاف المالكي، بيانا بعد اجتماعهم في النجف، يطالب «المفوضية بإزالة قلق الشارع من خلال إعادة العد والفرز اليدوي بحضور مراقبي جميع الكيانات السياسية بعيدا عن الأساليب الالكترونية الغامضة التي تثير الريبة أكثر من الثقة».
واعتبرت المرشحة عن «العراقية» انتصار علاوي أن «بيان المالكي تهديد واضح للمفوضية بهدف الضغط عليها لتزوير النتائج لصالح «دولة القانون»، كما انه تهديد للشعب بإعادة العنف والإرهاب».
وأعلن رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري رفضه إعادة العد والفرز. وقال «أعطينا جميع الكيانات نتائج الفرز والعد على قرص مدمج بعد التدقيق فيها، وليقارنوا بين ما لديهم وبين نتائجنا. وإذا كان هناك خلل ما فليواجهونا». وأضاف «نحن على استعداد لإعادة العد والفرز في كل محطة اقتراع إذا ثبت أن فيها خللا، لكن ليس هناك مجال للقيام بذلك في كل البلاد». وتابع «لست شخصيا من يرفض إنما مجلس المفوضية مجتمعا».
وأوضح الحيدري «يؤسفني أن بعض المسؤولين يطلبون إعادة العد والفرز ما معناه إعادة للانتخابات. فإذا لم يستطع الشخص أن يؤمن بالتكنولوجيا الحديثة للحسابات فكيف له أن يؤمن بالعد اليدوي وبالورقة والقلم بيد موظف؟». وأعلن انه «سيتم الجمعة المقبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد