العام الجديد يدخل خيامهم
سيدخل العام 12 من القرن الحادي والعشرين، اليهم من دون استئذان، لا باب يقرعة ولا شباك يتسلل منه.
ثلاث سنوات مرت بعدما وضعت الحرب أوزارها على غزة وهم يعيشون في خيمة، عددهم ستة أطفال، حالهم حال عائلات غزية كثيرة. فالسرير والأمان حلمان للطفل أحمد أفصح عنهما لوالده رائد العر في شرق جباليا في شمال قطاع غزة. هم منسيون أو «مهمشون» بحسب قوله، لا يعلم السادة عنهم شيئا ولا يدركون انهم موجودون». ثم تردف الأم قائلة «لك أن تتخيل ما تعنيه هذه الخيمة بدءا بلسعات البعوض ولدغات الزواحف، وصولا إلى قرع الأمطار لقماش الخيمة وتمزيقـها وغــمر الأرض الصلدة والترابية بمياه باردة تلحق بالأطفال شــتى الأمراض.
إنهم يضحكون يقولون «عم تسألون؟ إن الزواحف والأفاعي هرعت إلينا.. نغلق الخيمة بستار نظنه قوياً فتقوم الشمس بتفتيته ويكمل الشتاء المهمة فيمزقه بالكامل وتغمرنا مياه المطر». وتقول الأم الشابة «استيقظت صباحاً لأجد المساحة التي اتخذها مطبخا لي مغمورة بالمياه، وعندما فتحت باب الثلاجة أصابني ماس كهربائي، وغرق أطفالي بالمياه حتى ملابسهم الداخلية وها هم جميعا يسعلون ومرضى».
ويلعب الأطفال فوق أكوام من الرمل وبالقرب من خيمتهم التي يقطنون بها، يحلم أحمد بأن يصبح كباقي الجيران يقطن بيتا اسمنتيا تبتعد عنه الرمال وعن فراشه ودراجته الصغيرة وإلى أن يتحقق حلمه ذاك فإن إرادة اعادة الإعمار لمنازل من تضرروا بشكل كامل لم تصل لهم بعد.
ويقول رائد العر «أدعو رئيسي الوزراء في حكومتي غزة والضفة ليمكثا ساعة واحدة في خيمتي فهل يستطيعان». هو الذي يعجز عن تلبية أحلام أطفاله الستة وزوجته التي تحلم بمكان آخر.
(عن «معا»)
إضافة تعليق جديد