العالم منشغل بالعنف في سوريه و إسرائيل تسرق مصادرها الطبيعية
الجمل- *باتريك ستريكلاند- ترجمة: رندة القاسم:
نشرت مجموعة ناشطين سوريين من مرتفعات الجولان المحتلة بيانا يشجبون فيه "الزيارات المشبوهة" إلى المنطقة من قبل قادة سياسيين إسرائيليين من الجناح اليميني.
إلى جانب أراض فلسطينية و مصرية، احتلت مرتفعات الجولان من قبل الجيش الإسرائيلي خلال حرب 1967، معظم سكانها تعرضوا للتطهير العرقي و زالت عشرات القرى، و لكن بقي ما يقدر بعشرين ألف درزي سوري من السكان الأصليين يعيشون في القرى الست الباقية. و في انتهاك للقانون الدولي، تم بناء عشرات المستعمرات اليهودية فقط عبر الأراضي و تأمين إقامة لحوالي 21 ألف مستوطن إسرائيلي.
شارك في كتابة البيان مجموعة تضم سبعة ناشطين و تمت فيه الإشارة إلى "العنصرية" و "الكره الهمجي" لدى قادة سياسيين إسرائيليين مثل ايليت شاكيد التي طالبت في تموز عبر منشور في موقع "فيسبوك" بإبادة الشعب الفلسطيني. و وفقا لصفحة شاكيد على الفيسبوك فانها زارت عائلة في مجدل شمس، أكبر قرية سوريه في الجولان، في الخامس من تشرين الأول.
و شاكيد مشرعة في البرلمان الاسرائيلي، الكنيست، و عضو في حزب Jewish Home، الذي يعتبر جزءا من الائتلاف الحاكم. و تصف كل الشعب الفلسطيني ب"العدو" بكل ما فيه "عجائزه و نسائه و مدنه و قراه و ممتلكاته و بناه التحتيه"....
و ورد في موقع الانتفاضة الالكترونيه أن منشورها العنصري على الفيسبوك قد حصد آلاف الاعجابات والمشاركات من قبل مؤيديها.
عامر ابراهيم ، أحد المشاركين في كتابة البيان المذكور أعلاه، قال لموقع الانتفاضة الالكترونية عبر الهاتف : "تعرف ايليت شاكيد بتصريحاتها العنصرية الواضحة و خطاباتها المعادية للعرب، و لا سيما خلال الحرب على غزه، و من الواضح أنها، و اسرائيل بشكل عام، تبحث عن فرص لاحتلال الجولان أكثر و أكثر".
شجب البيان زيارات قام بها قادة سياسيون اسرائيليون آخرون معرفون بعدائهم القاسي للفلسطينين و تحريضهم المعادي للعرب، كما و انتقد السوريين الذين استقبلوهم.
و ذكر البيان أنه عندما زار هاريل لوكير ، المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجولان في حزيران 2013، لعبت مواقع الكترونية و صفحات فيسبوك سوريه دورا أساسيا في محاوله تجريد الزيارة من أبعادها السياسية. و رحب المستفيدون المحليون بزيارة لوكير و كأن الجولان كان قرية بربرية لم تطأها قدم آدمي من قبل و هذه الشخصيات السياسية ستفتح عيوننا على العالم.و مضى البيان في الاشارة الى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تقوم بشكل نظامي بحرمان السكان السوريين الأصليين من المعاملة و مستوى الحياة التي يتوجب توفيرها لشعب محتل و ذلك وفقا للقانون الدولي. و طالب البيان السكان السوريين ب "عدم التعامل مع حقوقنا و كأنها تمنح لنا بسخاء من قبل دولة محتله".
و بعد مدة قصيرة، في شباط 2014، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتيناهو الجولان، و استضافه مجلس محلي يضم سكانا سوريين، و قد أخذوه الى اجتماع ترحيبي على ضفة بحيرة الرام ، منبع مياه سوري يقوم الاحتلال باستمرار بسرقة المياه منه منتهكا القانون الدولي.
و في اشارة الى طرد محتجين محليين لشمعون بيريز عندما قام بزيارة في الثمانينات، قال البيان: "أصبح واقعا قيامنا باستضافة محتلينا و مضطهدينا و الاحتفاء بقدومهم الى منازلنا و قرانا"...
و مع وصول عدد زيارات السياسيين الإسرائيليين الى سبع على الأقل مع 2014، شعر الناشطون باهانه خاصة جراء زيارة نفتالي بينيت ، وزير الاقتصاد الإسرائيلي. اذا قام بعد زيارته في 25 آذار بنشر تصريح عبر صفحته على موقع فيسبوك ورد فيه: "رسالة إلى دروز الجولان: مرتفعات الجولان ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلة الى الأبد، و الآن يمكنكم الانضمام إلينا".
و يشتهر بينيت بتأييده لضم قسم كبير من الضفة الغربية المحتله و طرد معظم سكانها الفلسطينيين. و في تموز 2013 أثار موجة غضب عندما تبجح في اجتماع لمجلس الوزراء قائلا: "قتلت الكثير من العرب في حياتي ، و ما من مشكلة في ذلك".
" ظاهرة التطبيع هذه تعزز و تسوق الاحتلال و كأنه أمر طبيعي" ...هذه العبارة وردت في البيان الذي طالب السكان برفض زيارات السياسيين الإسرائيليين بالقول: " نؤمن بأن صدى هذه الزيارات العلنية كارثي بكل المعاني، ليس فقط لأنه يعزز فكرة الاحتلال و منطق التسليم به، و لكن لأنه أيضا يقود الى تخدير المجتمع بأسره و سلبه مما بقي له من مفهوم الحرية و التحرر. هذه الزيارات تجعل المجتمع راضيا بمفهوم العبودية و الخضوع للمحتل".
و مع توجه أنظار العالم نحو العنف الدائر في سوريه، تعجل اسرائيل من وتيرة سرقاتها و استيلائها على المصادر المحلية على حساب الشعب السوري الأصلي. و تقوم منظمة صهيونيه بتمويل حكومي بمحاولات مخادعة لتطويع سوريين في برنامج خدمة مدني، الأمر الذي كشفه موقع الانتفاضة الالكترونية في آب الماضي.
مع بداية الصيف ، قامت كلية أكاديمية اسرائيليه في كاتزرين ، مستوطنه اسرائيلية غير شرعية في الجولان، بالإعلان عن منح دراسية شاملة من أجل تشجيع الطلاب الإسرائيليين على التسجيل. و اضافة الى المنح الدراسية سيشجع البرنامج على السياحة المحلية عبر استثمارات مالية تقدر ب 19 مليون شيكل (حوالي 5,5 مليون دولار) في متاحف و حدائق و كذلك مراكز دينيه يهودية.
في كانون الأول 2013 منحت وزارة الطاقة و الري الإسرائيلية شركة Genie Energy الأميركية -الإسرائيلية إذنا حصريا للكشف عن النفط و الغاز في منطقة تبلغ 153 ميلا مربعا square-mile radius في القسم الجنوبي من الجولان و ذلك وفقا لمجموعة المرصد المحلية المعنية بحقوق الانسان. و نائب الرئيس الأميركي السابق، ديك شيني، و أحد مهندسي الغزو الكارثي للعراق عام 2003، قد اختير للعمل كمستشار لبرنامج الكشف.
و يقول الناشط عامر ابراهيم : "بالتأكيد ليست صدفة تكرار زيارات هؤلاء السياسيين بالوقت الذي تحاول فيه اسرائيل الاستيلاء على المزيد من المصادر الطبيعية و زيادة عدد السمتوطنات في الجولان... فالاحتلال و الاستعمار هنا ليس بالأمر الجديد ، غير أن خطب السياسيين الصريحة و عملية الاستعمار أصبحت اكثر علنية في السنتين الماضيتين".
*صحفي أميركي
عن موقع Global Research
الجمل
إضافة تعليق جديد