الصينيون يتهافتون على "الملح" لمواجهة الإشعاعات
تهافت ملايين الصينيين على المراكز التجارية في العاصمة بكين ومدينة شنغهاي منذ الساعات الأولى من صباح الخميس، لشراء "ملح الطعام"، تحسباً لأي تلوث إشعاعي محتمل ناجم عن محطات الطاقة النووية اليابانية، والتي تضررت بالزلزال المدمر، الذي ضرب الدولة الآسيوية الجمعة الماضي.
وسعى العديد من المسؤولين في الحكومة الصينية وخبراء الطاقة النووية إلى تقليل المخاوف التي تنتاب الصينيين، بالقول إن مستويات الإشعاع في أكثر من 41 مدينة صينية، تقع غالبيتها شرقي البلاد بالقرب من اليابان، ما زالت عند حدودها الطبيعية.
وأفاد مسؤولون في سلسلة متاجر "كارفور" الفرنسية بنفاذ جميع الكميات المعروضة من ملح الطعام صباح الخميس، في العاصمة بكين، بعد إقبال آلاف الزبائن على شرائها، وهو نفس ما أكده فرع سلسلة المتاجر ذاتها في مدينة شنغهاي.
كما أكدت بعض المحال التجارية الخاصة في العاصمة الصينية أن كميات ملح الطعام التي كانت لديها نفذت أيضاً، وذلك في سابقة لأول مرة تشهدها البلاد.
وذكرت إحدى المواطنات، في مدينة "نينغبو" شرقي الصين، للتلفزيون الرسمي CCTV أنها قامت بشراء وتخزين احتياجات أسرتها لمدة خمس سنوات، تحسباً لكارثة نووية محتملة، قد تنجم عن الانفجارات المتتالية في عدد من المحطات النووية اليابانية.
كذلك أفادت صحيفة "تشاينا ديلي" المملوكة للدولة، بأن أقراص اليود، والتي تستخدم كعلاج لتقليل أثار التلوث الإشعاعي، نفذت هي الأخرى لدى العديد من الصيدليات في مختلف المدن الصينية.
إلى ذلك، أعلن جهاز المراقبة النووية أن أحدث نتائج مراقبة الهواء أظهرت أن الصين لم تتأثر حتى الآن بالتسرب الإشعاعي، في أعقاب الانفجارات التي وقعت في محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية في اليابان.
وأصدرت الإدارة الوطنية للسلامة النووية، التابعة لوزارة حماية البيئة الصينية، بياناً يتضمن نتائج المراقبة البيئة، التي تم تسجيلها حتى الرابعة من عصر الأربعاء، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا."
وقال البيان إن المحطات الموجود في 41 مدينة، في شتى أنحاء البلاد، قامت باختبار مستويات المواد الإشعاعية الممتصة في الهواء "ولم يتم اكتشاف أي شيء غير عادى."
وأضاف البيان إن مستويات الإشعاع المحيطة بثلاث محطات صينية للطاقة النووية، وهي محطة "تشينشان" في مقاطعة "شيجيانغ"، ومحطة "داياوان" في مقاطعة "قوانغدونغ"، ومحطة "تيانوان" في مقاطعة "جيانغسو"، ظلت عادية.
وتسابق الحكومة اليابانية الزمن لتفادي "كارثة نووية محتملة"، حول مفاعل "فوكوشيما"، شمال شرقي البلاد، مع تحركات محمومة لإنقاذ ناجين من أعنف زلزال في تاريخ اليابان، بلغت شدته 9 درجات على مقياس ريختر، تلاه "تسونامي" مدمر، بلغ ارتفاع أمواجه عشرة أمتار، جرفت كل ما اعترض طريقها.
ورغم الجهود الحثيثة للحكومة اليابانية لاحتواء التسرب الإشعاعي، إلا أن شبح كارثة نووية محتملة، عاد ليطل من جديد ويثير الهلع، ليس في اليابان وحدها، وإنما في كثير من الدول الواقعة على جانبي المحيط الهادئ.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد