الصين تشجع على إنجاب المزيد
عندما قال رئيس تنظيم الأسرة في شنغهاي إنه ينبغي على الأزواج الشباب إنجاب المزيد من الأطفال لأن المدينة زاد عدد كبار السن فيها بدا الأمر وكأنه إقرار ما هو واضح.
لكن خلال أيام كان هناك عاصفة من التعليقات عى الإنترنت وفي وسائل الإعلام الرسمية حيث تساءل الناس عن ما إن كان هذا يعني أن الحكومة تستعد لتسهيل سياستها للطفل الواحد.
فهناك مؤشرات على أن المسؤولين يعيدون التفكير في الحظر المفروض، الذي منع أربعمائة مليون ولادة منذ 1979، لأنه وفق التوجهات الحالية سيبدأ عدد سكان الصين في الانخفاض مع منتصف القرن الحالي. وعندها ستكون الهند قد لحقت بها كأكبر دولة تعدادا للسكان.
ويذكر أن شنغهاي قدمت استثناءات أخرى، بما في ذلك منح مهلة أكثر للصيادين والمزارعين. كما أنها ألغت قانونا كان يفرض على الزوجين المسموح لهما بإنجاب أكثر من طفل الانتظار أربع سنوات بين الولادات.
ويبدو أن حديث مسؤولي تنظيم الأسرة عن تشجيع المزيد من الإنجاب يشير خفية إلى نوع من الليبرالية الواضحة.
ومن الملاحظ قلة عدد الأطفال في طرقات عاصمة الصين التجارية وأن المدينة بدأت تشيخ بسرعة لدرجة أنه مع عام 2020 سيكون أكثر من ثلث سكانها البالغ عددهم 19 مليون نسمة قد تجاوزوا الستين أو زيادة. كذلك يواجه صندوق معاشات المدينة إفلاسا.
وبحسب خبيرة أميركية في مجال مراقبة نمو السكان سيبلغ عدد سكان الهند 1.5 مليار نسمة بحلول عام 2040 في مقابل 1.42 مليار صيني، رغم تجاوز سكان الصين حاليا 1.3 مليار واستمرار الزيادة المتوقع أن تبلغ ذروتها خلال ثلاثة عقود.
ومع منتصف القرن الحالي سيكون في الصين أكثر من 330 مليون شخص فوق الستين، منهم مائة مليون فوق الثمانين. وفي المقابل، من المتوقع أن يزيد في أميركا عدد السكان الأصغر سنا بسبب الهجرة ومعدلات الولادة الأعلى.
وأضافت الخبيرة أن هناك مشكلة عدم التوازن من حيث الجنس. ففي حين أن متوسط معدل الولادة هو 105 ذكور إلى مائة أنثى، المعدل في الصين 119 إلى مائة، نتيجة إجهاضات الأزواج شديدي الحاجة لولد.
ويذكر أنه إبان حكم ماو تسي تونغ كان لدى المرأة الصينية ستة أبناء. وفي السابق كان هناك ستة أشخاس أصغر سنا يعملون لإعالة كل مسن.
وقال عالم اجتماع صيني إن الصين كانت تقدر بـ40% من سكان العالم في زمن سلالة غيانلونغ الحاكمة لكنها الآن بلغت 20%. ومن ثم ينبغي لها أن تشجع الناس على إنجاب حتى ثلاثة أطفال.
ويحاول المسؤولون الصينيون اتخاذ موقف دفاعي بشأن سوء الفهم المنتشر بأن قيد الطفل الواحد مفروض على كل زوجين. ففي الريف يمكن للناس أن ينجبوا طفلا ثانيا إذا كان الأول بنتا أو معاقا. ولا تنطبق القيود على الأقليات، بما في ذلك سكان التبت والإيغور المسلمين.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن تايمز
إضافة تعليق جديد