الصوفية في السنغال: أمان روحي ودرء للتشدد
يدين خمسة وتسعون بالمائة من السنغاليين بالإسلام، لكنهم يتوزعون في إنتمائهم إلى أربع طرق صوفية وهي التيجانية والموريدية والقادرية واللايينية.
وتتميز الطريقة الصوفية في السنغال بقوة التنظيم والتأثيرالسياسي والإقتصادي، وهو ما دفع الدولة لإستغلال نفودها لمحاربة الفكر المتشدد.
ويعتقد بعض اتباع الطريقة الصوفية الموريدية في السنغال أن الحج حجان، الحج إلى بيت الله الحرام والحج إلى ضريح مؤسس الطريقة في السنغال الشيخ أحمد دوبمبا ، شيخ قاوم الإستعمار وامتهن الدعوة للإسلام وتجديد إيمان السنغاليين كما يقول اتباع الموريدية
وفي كل عام يصطف بضعة ملايين أمام ضريح مؤسس الطريقة الموريدية لتخليد ذكرى نفيه من قبل السلطات الفرنسية إلى الغابون.
ويتوافد على مدينة طوبا شرق السنغال حيث يوجد الضريح اتباع الطريقة الموريدية من داخل السنغال وخارجها للتبرك والتزود بالإيمان حسب اعتقادهم، وزيارة الضريح بالنسبة للبعض تكاد تكون فريضة.
ويقول فاضل نغاي الباحث في الطريقة الموريدية إن الطريقة الموريدية تعني الذين يريدون الوصول إلى الله ، وجاءت كثورة على باقي الطرق الصوفية، ويضيف نغاي أن الموريدية تتبع نهج السنة النبوية وتنبذ العنف، لكن بعض أتباع هذه الطريقة كما يقول نغاي أضافوا إليها بعض الخرافات والبدع كالتبرك بالأضرحة وتقديس المشايخ.
نفوذ كبير
وتتمتع الطريقة الموريدية بقوة تنظيمية تميزها عن باقي الطرق وعلى كثرتها في السنغال، فحتى الرئيس السنغالي عبد اللاي واد ينتمي لهذه الطريقة، وتحظى الطريقة الموريدية بسطوة ونفود كبيرين، فكبار شيوخها يسيطرون على مكامن السلطة الإقتصادية والسياسية وإن كان اتباع الطريقة ينفون عنها الصبغة السياسية بمفهومها المتداول.
ويقول عزيز مباكي وهو من اتباع الطريقة الموريدية إن المشاركة السياسية للموريدية تنحصر في تنظيم المسلمين ليعيشوا إيمانهم بتناغم مع الظروف المادية، وهذا النهج يختلف عن مفهوم سياسة الحكم.
ويعتقد الكثيرون أن ولاء السنغالي هو أولا للطريقة الصوفية قبل الشريعة ، فقلة قليلة فقط من السنغاليين لا يتبعون طريقة صوفية معينة، ولعل ذلك كما يقول البعض ما حال دون اختراق الفكر المتشدد للمجتمع السنغالي المعروف بعلمانية تفكيره وتدينه الإسلامي. فقد فشلت العديد من محاولات نشر الفكر التكفيري في السنغال.
ويؤكد أحمد تيجاني سار الباحث في الجماعات الإسلامية أن محاولات لإختراق الساحة الإسلامية السنغالية من قبل بعض التنظيمات المتطرفة باءت بالفشل، لكون الطرق الصوفية تسيطر على الساحة والسنغاليون حسب قوله يجدون ضالتهم الإيمانية في الوزايا الصوفية .
ويضيف أحمد تيجاني أن الدولة أدركت نفود الطرق الصوفية فوظفتها لقطع الطرق عن الإسلاميين المتشددين.
الطريقة الموريدية ليست الأكثر انتشارا لكنها الأكثر تنظيما ونفودا، ويبقى أتباع الطريقة التيجانية الأكبر عددا في السنغال.
إضافة تعليق جديد