الصحافة الأمريكية اليوم
انصب اهتمام الصحف الأميركية اليوم الأربعاء في مقالاتها على الشأن العراقي، فتناولت مقالا لطارق الهاشمي يتحدث عن إمكانية تحقيق الاستقرار في العراق ودعوته بوش لتقديم خطة شاملة قادرة على إنقاذ البلاد، كما تحدثت الصحف عن تصويت رمزي للديمقراطيين ضد خطط بوش.
تحت عنوان "لا تيأسوا من العراق" كتب طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي مقالا في صحيفة واشنطن بوست يبث من خلاله الأمل بإمكانية عودة الاستقرار والأمن إلى العراق، داعيا الإدارة الأميركية قبيل الإعلان عن الإستراتيجية الجديدة إلى إيجاد خطة شاملة تنقذ العراق من الكارثة.
وحذر الهاشمي من أن الخسارة في الحرب الراهنة في العراق من شأنها أن تزعزع الاستقرار في المنطقة برمتها، مؤكدا أنه رغم الفوضى التي تعم البلاد، فإن جسور الوطنية لم تُدفن جميعها.
واستشهد الكاتب بمشاركة العراق في ألعاب آسيا بقطر وما أحدثته من توحيد لجميع أطياف الشعب العراقي، ليقول إنه ليس من العدل أن ننظر إلى العراق كجملة من الإخفاقات دون النجاحات، مشيرا إلى أن ميلاد أمة جديدة ليس سهلا، ولكن كما كان "شعبكم الأميركي منارة للديمقراطية، نأمل أن نرى العراق كذلك في يوم من الأيام".
وحذر الهاشمي من أن سحب القوات الأميركية من العراق من شأنه أن يخلق فراغا أمنيا في العراق لا يمكن للقوات العراقية أن تتعامل معه، وبالتالي ستمتلئ بالمتطرفين، الأمر الذي لا يخدم المصالح العراقية والأميركية على السواء.
ومضى يقول إن الدرس الذي قدمه لنا لاعبو كرة القدم ينطوي على ضرورة وجود إستراتيجية مناسبة لتقويض الطائفية وتعزيز الوطنية عوضا عنها، وتتضمن أيضا إعادة تشكيل القوات المسلحة العراقية وإصلاحها، وإعادة النظر في الدستور بحيث تحصل الحكومة المركزية على سلطات فاعلة وبعيدة عن أي نمط من الدكتاتورية لرئيس الحكومة.
واختتم مقالته بالدعوة إلى تسوية حقيقية كتلك التي تحققت في جنوب أفريقيا وإيرلندا، لحل الصراع في العراق.
وتحت عنوان «تأمين العراق» خصصت صحيفة واشنطن تايمز افتتاحيتها لتقول فيها إن خطاب بوش الليلة يأتي في لحظة حيوية للحرب في العراق، وهي كما أسمتها الصحيفة، ميدان الحرب ضد "الفاشية الإسلامية".
وقالت الصحيفة إن الحرب التي شنتها واشنطن قبل ثلاث سنوات نجحت في خلع الرئيس العراقي صدام حسين ومنحت العراقيين فرصة تاريخية بالحصول على ديمقراطية منتخبة، ولكن هذا السبب "النبيل" لازمه منذ ذلك الحين عجز قوات التحالف عن توجيه ضربة "للمتمردين الإرهابيين" والمليشيات في البلاد.
ودعت واشنطن تايمز الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الليلة إلى توضيح ما هو على المحك في العراق، معربة عن أملها بأن يستخدم لغة تفسر أهمية الانتصار والإصرار على عدم فشل العراق.
واختتمت بالقول إن الثمن الذي يمكن أن ندفعه على المدى البعيد إذا ما تم إرسال القوات الأميركية إلى العراق، سيكون قليلا جدا مقارنة بأي ثمن يترتب على السماح للعراق بالسقوط.
ذكرت صحيفة نيويروك تايمز أن القادة الديمقراطيين يعتزمون إجراء تصويت رمزي في مجلس الشيوخ والنواب حول خطة الرئيس الأميركي جورج بوش التي تنطوي على إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق، وإرغام الجمهوريين على اتخاذ موقف بشأن هذا الاقتراح في مسعى لعزل بوش سياسيا إزاء التعاطي مع الحرب.
وقالت الصحيفة إن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ قرروا التصويت بعد اجتماع مغلق قدم خلاله السيناتور إدوارد كينيدي مشروع قرار يطالب بوش بالحصول على موافقة الكونغرس قبل إرسال القوات إلى العراق.
وترجح الصحيفة أن يتم التصويت مطلع الأسبوع القادم بعد جلسات استماع اللجنة حول خطة بوش التي سيعلن عنها هذه الليلة.
وأوضح الديمقراطيون أن القرارات التي قد لا تعوق بشكل عملي اعتزام بوش بزيادة الوجود العسكري في العراق، قد تكون الخطوات الأولى في هذا الاتجاه.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد