الصحافة الأمريكية اليوم
اعتبرت صحف أميركية اليوم الأحد زيارة رايس للشرق الأوسط أقل زياراتها حصيلة، وسلطت الضوء على العنف الدائر في العراق وما يعكسه ارتفاع الخسائر الأميركية من دور واشنطن في العمليات الأخيرة، فضلا عن تأثير العنف على حياة الشباب العراقي، وعلقت على مقتل الصحفية الروسية.
علقت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للشرق الأوسط، وقالت إن تلك الزيارة تصنف على أنها أقل زياراتها حصيلة، مشيرة إلى أن رايس قضت وقتها تتحدث مع قادة لا يثقون بها في قضايا لا يفضلون الخوض فيها.
وتابعت تقول إن رايس في مصر اجتمعت بممثلين عن ثماني دول عربية "معتدلة" في محاولة لإقناعهم بالانضمام إلى الجهود الأميركية الموجهة نحو الملف النووي الإيراني، غير أن اهتمامهم كان منصبا على إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، والقادة العرب يريدون تركيزا على تلك القضية لا يقل عن التركيز الأميركي المنصب على الملف الإيراني.
وأشارت إلى أن أي زيارة لأي دبلوماسي أميركي لن تتمكن من تخفيف التوتر الذي أحدث صدعا كبيرا في المنقطة لعقود، مشيرة إلى أنه لو كان هناك رصاصة فضية لحل الصراع العربي الإسرائيلي والحرب في العراق لكانت قد انطلقت منذ زمن.
ورحبت لوس أنلجوس تايمز بما قالته رايس من أن المهم هو المضي خطوة خطوة على الأرض لتحسين الظروف، ولكن الصحيفة تخشى أن تكون تلك الخطوات- ومنها الخطوات التي تقوم بها الإدارة الأميركية-في الاتجاه الخطأ.
قالت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها من العراق إن الدور الأميركي المتنامي في المشاركة لتجنب حرب أهلية أدى إلى ارتفاع في معدلات الجرحى بين صفوف الأميركيين في أعلى نسبة له منذ عام 2004.
وقالت الصحيفة إن 776 جنديا جرحوا الشهر المنصرم بفعل العمليات العسكرية في العراق، وهي أعلى نسبة لذلك منذ الهجوم العسكري على الفلوجة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2004، وفقا لبيانات من وزارة الدفاع الأميركية، وهي رابع أكبر حصيلة شهرية منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
ونقلت الصحيفة عن محللين وخبراء عسكريين قولهم إن الارتفاع الملحوظ في صفوف الجرحى الأميركيين بزهاء أكثر من 300 في الأسبوع الأول من أكتوبر، مؤشر على درجة الاندفاع العسكري الأميركي لقيادة الجهود الرامية لدرء حرب أهلية واسعة النطاق.
وأشارت إلى أن أكثر من 20 ألف جندي أميركي أصيبوا في القتال بالعراق، وعاد قرابة نصفهم إلى واجبهم.
وقال الخبراء إن الارتفاع في عدد الإصابات يعكس شراسة القتال الذي يواجهه الجنود، مضيفين أن نسبة الذين قتلوا في العراق إلى الذين جرحوا هي 1 إلى 8، مقارنة بـ1 إلى 3 في فيتنام.
ومن جانبها تناولت صحيفة نيويورك تايمز أثر العنف المتزايد في العراق على المستقبل المظلم للشباب العراقي.
وسلطت الصحيفة الضوء على هذه القضية عبر الاستشهاد بحالة نور (19 عاما) الذي بات سجينا في غرفته ببغداد، لا سيما أن معظم أصدقائه غادروا العراق، ومن بقي منهم انخرط في طباع غريبة: الشيعي أخذ يتصرف بتعال، والسني يلتحق بالعصابات المسلحة.
وقالت الصحيفة إن العنف الذي شوه المجتمع العراقي بشكل كبير شمل الشباب من العراقيين بطرق جديدة، إذ إنهم يقولون إن دائرة حياتهم انحصرت في غرف نومهم وتراجعت أحلامهم بل وباتت في طي النسيان.
وقال نور "لا أستطيع الذهاب إلى الخارج، لا أستطيع الذهاب إلى الكلية" مضيفا "إذا ما قتلت، فلن يعني ذلك كثيرا لي لأنني الآن مقتول".
وأشارت الصحيفة إلى أن التطرف هو ما يخيف والدة نور، خاصة أن معظم الجرحى ومرتكبي عمليات القتل الطائفي هم من الشباب العاطلين عن العمل الذين باتوا هدفا للعصابات المسلحة والمليشيات لتجنيدهم بسبب عدم ثقتهم بقدرة الحكومة على إحقاق الحق.
ونقلت الصحيفة عن والدة نور قولها "أخشى بشدة أن ينجذب نحو تيارات معينة، لأن الغضب في داخلهم كبير".
كان هذا عنوانا اتخذته صحيفة واشنطن بوست لافتتاحيتها التي علقت فيها على مقتل الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا في شقتها، قائلة إن حقبة الرئيس الروسي فلادمير بوتين الوحشية حصدت ضحية ذات شجاعة نادرة.
وقالت الصحيفة إن آنا كانت تدرك مدى خطورة أن تكون صحفية مخلصة في روسيا بوتين، مشيرة إلى أنها لم تركع رغم ما نشرته من حرب بوتين القذرة في الشيشان أو حول تقويض الحرية في موسكو.
ولفتت النظر إلى أنه من الممكن التوصل إلى الإجابة حول مقتل آنا وعشرات الصحفيين الآخرين في السنوات الست الأخيرة، حتى دون إجراء أي تحقيق: إذ هو مناخ الوحشية الذي ازدهر في ظل بوتين.
ومضت تقول إن الولاء هو القيمة التي تعني الكثير في عهد بوتين، فكل معارض يصنف عدوا ويسجن، والاستبداد آخذ في الانتعاش.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد